تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة فيديوهات وصور لأطفال وشباب يسبحون في مجاري الأودية والسدود، وذلك في الوقت الذي تشهد مجموعة من مناطق المملكة موجة حرارة مرتفعة مع حلول فصل الصيف لهذه السنة، ما يشكل خطرا محدقا عليهم يودي بحياة الكثيرين أغلبهم أطفال وشباب في مقتبل العمر.
ظاهرة السباحة في الأودية والسدود استشرت بشكل كبير مع توالي السنوات، وتحولت هذه البحيرات المائية من مكان يستقطب الزوار بغرض الاستجمام إلى مكان يحصد العشرات من الأرواح كل سنة، في غياب الوعي بمخاطرها وعواقبها الوخيمة، فمظهرها الذي يوحي بالهدوء والسكينة لا يعني بتاتا أنها آمنة، بفعل الأوحال المتراكمة في قعرها التي تجذبهم نحو الأسفل، فضلا عن عمقها الكبير، الأمر الذي يصعب فرص الإنقاد في حالة الغرق.
ورغم الحملات التحسيسية التي تباشرها السلطات المحلية في عدد من المناطق حول مخاطر السباحة في مجاري الأودية والسدود، إلا أنها غير كافية في ظل صعوبة مراقبة عددها الكبير وشساعتها، ما يُحتم على السلطات ضرورة التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني واستغلال كافة الوسائل التواصلية المتاحة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
في سياق متصل، أكد الفاعل المدني “محمد الرحماوي” في تصريح لجريدة “بناصا” على أنه “من الصعب تناول ظاهرة السباحة في الأودية والسدود دون طرح بديل معقول ومنطقي، الذي تعجز الجماعات المحلية عن توفيره رغم سهولته”. مضيفا أن عددا من المناطق تعرف حرارة شديدة صيفا، مما يضطر بالأطفال والشباب وحتى المسنين للسباحة في الأنهار والسدود والسواقي.
وعن غياب دور جمعيات المجتمع المدني، شدد “الرحموني” على أن هذه الأخيرة تبقى عاجزة هي الأخرى عن أداء أدوارها في ظل غياب الدعم المادي والمعنوي لها. واقترح “المتحدث” بدائل من شأنها تجنب هذه الظاهرة أجملها في إنشاء مسابح عمومية أو مسابح إيكولوجية موازية للأودية والسدود تخضع لمراقبة حراس السباحة.
يشار إلى أن ثلاثة شبان لقوا مصرعهم في شهر ماي المنصرم، غرقا في حوض سد المنصور الذهبي بورزاازات، وتم إنقاد ثلاثة آخرين، بعد إقدامهم على الصيد في ذات السد عبر قارب، وبانقلاب هذا الأخير غرق الشبان الثلاثة، وتحولت هذه الحادثة إلى فاجعة هزت ساكنة المنطقة.
أمام هذا الواقع الخطير الذي تشكله ظاهرة السباحة في الأودية والسدود، يأمل المغاربة أن تحضر يقظة أكبر للسلطات المحلية لكبح هذه الفواجع المتكررة في صيف كل سنة، باتخاذ إجراءات زجرية في حق المخالفين، ناهيك عن ضرورة التحسيس الفعال للساكنة عبر إشراك ودعم جمعيات المجتمع المدني وتشكيل وعي جمعي بخطورتها وعدم الاستهانة بها.
تعليقات الزوار ( 0 )