شارك المقال
  • تم النسخ

الروداني: الموقف الإسباني من ملف الصحراء المغربية حرم بعض المقتاتين من القضية من الرفاهية

قال الشرقاوي الروداني، أستاذ جامعي مختص في الجيوبوليتيك، أن قرار إسبانيا الأخير بشأن موقفه من قضية الصحراء المغربية “مهم جدا”، ويأتي في سياق مهم كذلك، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وافتتاح أكثر من 24 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة.

وأضاف الروداني الذي كان يتحدّث، أمس الثلاثاء، في ندوة بعنوان “الموقف الإسباني الجديد: قراءة في الأبعاد الاستراتيجية، والتغيرات المحتملة في ملف الصحراء المغربية” من تنظيم جريدة بناصا الإلكترونية، أن هذا القرار يأتي كذلك في سياق تحوّل استراتيجي على مستوى الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا ما استحضرنا سياق أوروبا الشرقية.

وأشار إلى أن إسبانيا في عهد زاباتيرو، كان موقفها من هذه القضية إيجابي لكنه محتشم، غير أن القرار الأخير، بالنظر إلى مفاهيم الرسالة التي بعث بها سانشيز إلى الملك محمد السادس، نلاحظ أن الجمل التي استعملت فيها تبرز تحوّل في العلاقات ليس فقط بين المغرب وإسبانيا بل أيضا مع الاتحاد الأوروبي.

ويظهر هذا، وفق الروداني، عبر تشجيع المفوضية الأوروبية إسبانيا على هذا القرار واعتباره خطوة جد إيجابية. مشيرا إلى أنه زيادة على ذلك، وفي خضم هذا القرار، هناك مناورات عسكرية، مغربية فرنسية في مدينة الراشيدية وهو ما له، حسب المتحدّث، أبعاد تتمثّل في رغبة الدول الأوروبية في استقرار المملكة المغربية، لأهميتها في المحددات الجيوسياسية.

وأوضح الشرقاوي الروداني، أن هناك عددا من الأشخاص المواليين للجزائر وجبهة البوليساريو يقتاتون من هذا النزاع حول الصحراء المغربية، على الأراضي الإسبانية، مؤكدا أن هذا القرار الإسباني الأخير سيخرج جميع هؤلاء من الرفاهية التي يعيشونها على حساب المحتجزين في مخيمات تندوف.

وأكد المتحدّث ذاته، إلى أن هذا القرار سيغيّر من السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي تجاه المغرب، على اعتبار أن إسبانيا هي الدولة الأوروبية المعنية بهذا الملف على مستوى القارة الإفريقية، وهو ما دفع مجموعة من الساسة الأوروبيين إلى دعوة إسبانيا لاتخاذ هذا الموقف.

في هذا السياق، أشار الروداني إلى أنه كان هناك دائما صراع شبه خفي بين مدريد وباريس حول المملكة المغربية لاعتبارات جيواستراتيجية واقتصادية وجيوسياسية.

وإلى جانب الشرقاوي الروداني، شارك في الندوة التي سيّرها الصحفي ببناصا، نورالدين لشهب، كل من عبد الرحيم المنار اسليمي، استاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أكدال، الرباط، وسعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي