شارك المقال
  • تم النسخ

الدكتور بلاوشو شاهرا قلمه..شخصية المستشار بين مفهوم الاحتباس وواقع الالتباس!

الحديث عن كسب الرهان هو الحديث عن القدرة على تجاوز التحدي بالإنجاز من خلال الاستجابة للحاجة وهذا يتطلب إيجاد مستلزمات ومقومات بناء إنسان/الواجب، القادر على بناء الوطن والقادر أيضا على اجتراح أدوات الفعل الانساني في إطار استراتيجية التمكين وإطلاق الممكنات. للأسف الشديد تعددت مصائبنا اليوم و على كل المستويات الوظيفية: في مجال التفكير والتعبير، وفي الإدارة والتسيير ونحن بصدد البحث عن الكفاءة والحكامة المفقودة في منظومة التدبير (فلا العمامة أسعفتنا ولا الحمامة أنقذتنا).

سنقف اليوم عند إحدى تجليات هذا الإخفاق والتي قد تبدو بسيطة وعادية أمام تعقيدات بِنية “مفهوم الفشل” هذه التجليات أصبحت ظاهرة ومكشوفة تحت عنوان : الإستقواء على المجتمع والدولة بشخصية بعض المستشارين في دوائر القرار وجعل التشبيك مع أهل الإستشارة سلوكاً ضاغطاً وحاضناً بشكل علني لبعض الكائنات الفاشلة في تدبير دواليب الدولة والتي تجيد البكاء والاسترزاق في بحثها المستميت عن كرسي خشبي لتصريف المكبوت والعُقد من الممارسات.

أمام هذا التوصيف فإننا نعتقد جازمين أن صفة المستشار في مواقع صناعة القرار ينبغي أن تكون في منأى عن كل تشبيك وانحياز لشخص تائه/متملق يبحث جاهداً عن التسلّق من أجل الترقي والارتقاء في سلم المحسوبية وتوزيع مناصب المسؤولية والتي ينبغي أن تخضع لمعيار الجدارة والاستحقاق وأن تجيب عن سؤال الكفاءة والمساءلة والأخلاق… إنها “قصة البطل زُحل” الذي ينتقل بعلاقته المشبوهة من مستشار إلى مستشار ومن مهرجان إلى مهرجان ومن استحقاق إلى استحقاق مستغلاً أنصاف وأشباه الإعلاميين من قناة إلى قناة لتصريف صور مدفوعة الثمن من أجل التأثير على الرأي العام والخاص بأن صاحبنا يمتلك “اليد والرِّجل الطُّولا” لا لشيء إلا لإرهاب الصادقين والمناضلين من الرجال وقطع أرزاق آخرين والتحريض على سمعة وصورة أسياده ومحاولاته الفاشلة والمستمرة في الظهور بمظهر المؤثر والمؤطر للأحكام القضائية.

كل هذه الممارسات اللامسؤولة يقوم بها المعالي زُحل تحت قاعدة قوة العلاقة الأفقية والعمودية مع بعض المستشارين المحترمين -لك الله يا وطني- لمن قام بتحويل المسؤولية إلى سلطة وتوظيف السلطة من أجل إنتاج فعل الظلم من خلال الشطط والإجهاز على الحقوق والممتلكات ورفض أداء الوظائف والهروب من المساءلة والمحاسبة على مشاريع الفساد والإفساد في القطاع بمزاج شخصي وبمظلة وحماية من أحد مستشاريه. سوف نصدع بالصوت الهدّار ونقول بالفَم الملآن “كفى من توريط وتلطيخ سمعة مؤسسة الاستشارة” والتي ينبغي أن تكون في منأى عن التدافع بين النخبة الصادقة والصابرة والصامدة والحاملة لهموم هذا الوطن بكل تحدياته ورهاناته المركبة والمعقدة وبين فئة محترفة في سياسة القرب والتباكي والاسترزاق والاختباء تحت مظلة صانعي القرار للفوز بمكاسب شخصية/خشبية وممارسة الظلم بـ”التبوريدا” باسم التشبيك المُعلن وغير المرخص له مع بعض الأطراف في دوائر القرار. أوقفوا هذا الاختراق يا أهل الاختصاص والذي لا يليق بمؤسسة ينبغي أن تحظى بالتقدير والاحترام وبالموضوعية والحياد وعدم السقوط في علاقات النفاق والعصف بالأخلاق، إنه زمن * زُحل* أينما حلّ وارتحل فانتظر الخراب والتدمير وسيادة القُبل.

في الختام نحن لاَ نُعَانِي من الإحتِباس الحراري… بِقدر ما نُعاني من الإلتباس و وضع القِناع عِوض الِّلِباس مع كثرة الضحايا من الناس… إنَّه الإحتباس الأخلاقي… في زمن زُحل “لَحلايقي” و كثرَة اللّعب بأدوات الشّقاقي… هذا تلوّث في الفِكر والسلوك الإفتراقي والزيادة في ثَانِي أوكسِيد “الفساد” واستدراج الضحايا بأسلوب نِفاقي…

مع تسجيل ارتِفاع في درجات حرارة زحل مِن فَرط تكريس الفائض من ثقافة هُبَل… هكذا ضاعت القِبلَة والبَوصَلَة مع “عاشق عَبلَة” و اللّعب مِن تحت “الطَّبلَة” إنها رسالة مشفرة عبر الأثير من الأرض إلى كوكب زُحل …!!”

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي