Share
  • Link copied

الداكي: سأحرص على أن تكون النيابة العامة منفتحة على محيطها لمواجهة الجريمة

قال مولاي الحسن الداكي، الوكيل العام للملك، رئيس النيابة العامة في كلمته خلال مناسبة نقل السلط، إنه سيكون حريصا على أن تكون ‘’مؤسسة النيابة العامة مؤسسة منفتحة على محيطها تواجه الجريمة و المجرمين بالاعتماد على تطوير آليات التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الخطيرة خاصة منها العابرة للحدود والإرهاب و إعطاء دينامية جديدة لها إن على مستوى التعاون الثنائي أو المتعدد الأطراف إيمانا منا بأهمية تفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب مستندين في ذلك على المقتضيات المضمنة بالاتفاقية أو المقتضيات القانونية التي تتيح ذلك، آملين أن يكون التنسيق بين هذه الرئاسة والقطاعات الحكومية المعنية بالموضوع’’.

وأضاف ‘’ أعتز بتعييني وكيلا عاما لجلالة الملك لدى محكمة النقض، وبهذه الصفة رئيسا للنيابة العامة، وأضاف ‘’أعتز بهذا التشريف وهاته الثقة المولوية، فإنني أستشعر في ذات الوقت مدى جسامة هذه المهمة ومدى ثقل حملها، وفي سياق هذا الحدث المتميز فإنني أتوجه بجزيل الشكر والامتنان لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك دام عزه’’.

وأكد رئيس النيابة العامة على أن ‘’اليوم يعتبر بداية حلقة جديدة من حلقات تكريس تنزيل السلطة القضائية المستقلة، وتعزيز بنائها واستمرارها في الزمن من خلال تفضل جلالة الملك رعاه الله بتعيين الأستاذ المقتدر الدكتور امحمد عبد النباوي رئيسا أولا لمحكمة النقض وبهذه الصفة رئيسا منتدبا للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وتفضل جلالته دام له النصر والعز بتعيين وكيل عام للملك لدى محكمة النقض وبهذه الصفة رئيسا للنيابة العامة في شخصي المتواضع’’.

مبرزا في ذات السياق أنه ‘’بهذه المناسبة التاريخية الفاصلة أتوقف سيادة الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية لأبارك لكم هذا التعيين المولوي في مهامكم الجديدة، والذي له دلالات ذات أبعاد قيمية لشخصكم الكريم إن على مستوى قامتكم وهامتكم القانونية والمهنية والمعرفية أو على المستوى الرفيع الذي دبرتم به مرحلة إنشاء رئاسة النيابة العامة، سواء من حيث تفانيكم في التأصيل القانوني المنظم لهياكلها أو على مستوى سعيكم الحثيث لإيجاد فضائها هذا، فضلا عن تدبيركم الأمثل لمواردها المادية والبشرية، وهي لعمري مهمة كانت جد عسيرة’’.

مضيفا ‘’أشهد شخصيا بأنكم عانيتم في ذلك الأمرين، وأعتقد أنه لولا ما حباكم الله به من حنكة وتبصر وحسن التواصل لما كتب لها أن تتأسس على نحو ما هي عليه اليوم، فلكم من أجل ذلك، سيادة الرئيس المحترم، تحية إكبار وإجلال على كل ما فعلتم من أجل تثبيت الاستقلال الفعلي لرئاسة النيابة العامة على مختلف المستويات آملا أن تظل عنايتكم ورعايتكم لهذا المولود متواصلة وداعمة لشخصي المتواضع ولكل أطرها في تدبيرها وتحقيق ما سبق أن رسمتموه لها لكي تكتمل مختلف أوجه وعناصر مقوماتها ‘’.

وقال إن ‘’تشريفي من قبل جلالة الملك دام عزه ونصره بتحمل مهام تدبير رئاسة النيابة العامة في هذه المرحلة الهادفة إلى استكمال تنزيل آليات إصلاح منظومة العدالة سوف يطوقني على الدوام باستحضار التوجيهات الملكية النيرة حين تشريفه لي وإياكم بالاستقبال المولوي، ناهيكم عما تضمنته مختلف خطبه السامية ذات الصلة بإصلاح منظومة العدالة وتكريس استقلال السلطة القضائية، هذا فضلا عن اعتماد المبادئ الدستورية الراسخة والقواعد القانونية اللازمة’’.

مشيرا إلى أن ‘’العزم قائم على العمل معكم وإلى جانبكم لمواصلة تكريس وتوطيد استقلال السلطة القضائية، حريصا في ذلك على ضمان تحقيق التنسيق والتعاون مع كل الفاعلين المعنيين في هذا المجال، خدمة لمصلحة الوطن والمواطن، مع الحرص على السير قدما على نفس الدرب الذي نهجتموه وخططتموه لمواصلة تطوير عمل النيابة العامة وتجويده وتثبيت المكتسبات، ذلك أن انتسابي لمؤسسة النيابة العامة، خولني إمكانية تتبع استراتيجيتكم في إنشاء صرح رئاسة النيابة العامة وتدبير الاشتغال بها، والخبرات التي تم اعتمادها لبنائها وتطوير قدراتها، ولعل ما تم تحقيقه خلال أقل من أربع سنوات لدليل على نجاعة ما تم اعتماده من استراتيجية ونجاعة وحكامة جيدة.’’

مؤكدا في ذات السياق على أن ‘’المسؤولية بقدر ما هي تشريف تعبر عن مستوى الثقة التي يحظى بها المسؤول بقدر ما هي تكليف يطوق صاحبها، وفي هذا الإطار سوف أحرص على احترام مبدأ أساسي من مبادئ الحكامة الجيدة، ألا وهو ربط المسؤولية بالمحاسبة، وسوف تنصب كل الجهود على ضمان استمرار تنزيل فعال للسياسة الجنائية’’.

واسترسل رئيس النيابة العامة المعين في حديثه ‘’إذا كان إنشاء مؤسسة رئاسة النيابة العامة انطلق من رئاستكم لها بفضل تضحياتكم المثلى، وما عملتم على تكريسه من طرق وأساليب تدبيرية فضلى، فإن اهتمامي سيتركز بشكل كبير على السير قدما في هذا المسار ساعيا إلى دعم وتطوير أداء النيابات العامة بمختلف محاكم المملكة من خلال مواكبتها في تطوير قدراتها و اعتمادها على التقنيات الحديثة في العمل و أيضا الحرص على تطبيق القانون بشكل سليم يعكس إرادة المشرع و غاياته و يحقق العدالة المرجوة، و لأجل هذه الغاية سيكون تنسيقنا مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية من خلالكم السيد الرئيس المنتدب ومع السيد وزير العدل تنسيقا تاما و دائما يراعي بالأساس خدمة المواطن والعمل على وضع العدالة في بلادنا في المسار الصحيح الذي ينتظره منا جلالة الملك محمد السادس المنصور بعناية الله’’.

Share
  • Link copied
المقال التالي