لم تعد الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا تتم عبر الانزواء في الشاحنات العابرة للحدود أو قوارب الموت المطاطية المعروفة محليا بـ”الباطيراس” تغري شباب الجيل الحادي والعشرين، إذ تراجعت الطرق التقليدية للعبور بين الضفتين، لتحل محلها طرق عصرية عبر استعمال الدرجات المائية السريعة (جيت سكي).
الثورة التكنولوجية تخدم تنقل البشر
لقد تمكن العشرات من المغاربة، هذا الصيف، من دخول سبتة المحتلة عبر استعمال الدرجات المائية السريعة، من اجتياز مضيق جبل طارق، بين النقطتين الأقرب لبعضهما بين المغرب وإسبانيا، بمدة لا تتجاوز الـ10 دقائق.
وبات العديد من الشباب الحالمين بالهجرة، يلجؤون إلى شراء الدرجات المائية السريعة (جيت سكي) بسعر لا يتجاوز 4000 يورو لتخطي حدود سبتة بأقصى سرعة ممكنة، عوض اللجوء إلى الوسطاء أو الشبكات المختصة في تهريب المهاجرين.
لماذا يستعمل المهاجرون الـ”جيت سكي”؟
ويستعمل المهاجرون هذه الوسيلة العصرية للهجرة، نظرا لصعوبة رصدها عبر الردارات.
أولا: لصغر حجمها.
ثم ثانيا: بسبب سرعتها الفائقة، وغالبا ما تنطلق تلك الآليات من سواحل طنجة، قاصدة ملقا أو قادس، أو من سبتة باتجاه الجزيرة الخضراء، لقرب المسافة عمليا بين سواحل البلدين عند تلك النقاط.
ثالثا: لانخفاض سعرها بالمقارنة مع ما يطلبه الوسطاء.
رابعا: لأن المهاجر يحتفظ بهاتفه وطعامه ويساعده عامل السرعة والزمن القصير على النجاة.
الحياة في أوروبا تغري، لذلك يقود معظم هذه الدراجات النارية أناس من سبتة، وقد تم، أخيرا، القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في قيامهم بعمليات تهريب المهاجرين، “متلبسين” بالدراجات المائية السريعة من نوع (جيت سكي) على الجانب المغربي. صار شراء جيت سكي في الشمال موضع شبهة.
المغاربة يحبون إسبانيا. والمقلق في كل هذا ليس سهولة الهجرة بل انعدام الوزن السياسي للمهاجرين المغاربة في الانتخابات الإسبانية.
تعليقات الزوار ( 0 )