Share
  • Link copied

الحكومة الأفغانية تفرج عن المئات من حركة طالبان مع دعوات إلى تمديد وقف النار

أفرجت الحكومة الأفغانية الثلاثاء عن مئات إضافيين من سجناء حركة طالبان، فيما تتزايد الدعوات لحث طالبان على تمديد وقف إطلاق نار أعلنته لثلاثة أيام وينتهي مساء.

وصمدت الهدنة، الثانية فقط خلال 19 عاما من النزاع في البلد الآسيوي المسلم الفقير، في شكل كبير في أنحاء البلاد، ما شكل استراحة نادرة للقتال العنيف.وأعلنت الحكومة اعتزامها إطلاق سراح نحو 900 من سجناء طالبان في أرجاء البلاد الثلاثاء، من بينهم نحو 600 من سجن باغرام السيء السمعة قرب كابول.

ويعد الإفراج عن سجناء طالبان جزءا من تعهد الحكومة إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين من المتمردين استجابة لعرض طالبان لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام والذي بدأ الأحد.

وقال عبد الوصي (27 عاما) المتحدر من ولاية قندهار التي تسيطر طالبان على معظمها أراضيه، إنه خاض “حربا مقدسة” قبل أن يعتقل قبل ثماني سنوات.

وتابع الشاب ذو اللحية البيضاء الطويلة والذي ارتدى قميصا وبنطالا تقليديا بعد لحظات من إطلاق سراحه “قيل لي … أن أمارس الجهاد حتى تخرج جميع القوات الأجنبية من بلادنا”.

وتابع أنه سعيد لأن الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد أمام سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول أيار/مايو من العام المقبل، مشيرا إلى أنه يريد هدنة دائمة.

وأورد فيما كان يستقل حافلة متجهة إلى كابول مع أعضاء آخرين من طالبان مفرج عنهم “إذا خرجت القوات الأجنبية، فلن نقاتل”.

“مددوا وقف إطلاق النار”

وقع السجناء تعهدات مكتوبة بعدم العودة إلى ساحة المعركة، لكن السجين المفرج عنه قاري محمد الله تعهد مواصلة القتال إذا ظلت القوات الأجنبية في أفغانستان.

وتابع “لا نريد أن يبقى الأجانب في بلادنا بعد الآن يجب أن يغادروا فورا”.

وأضاف “سنواصل جهادنا حتى تغادر كل قوة أجنبية”.

ومنحت السلطات الأفغانية كل مفرج عنه ما يعادل 65 دولارا بالعملة الأفغانية.

وصرح جاويد فيصل، المتحدث باسم المجلس الوطني للأمن وهي هيئة حكومية، لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ العدد الفعلي للسجناء قد يتغير بسبب بعض الإجراءات القانونية.

وأوضح “الأمر تقني، مع الإجراءات القضائية أحياناً (إنهاء) المستندات يستغرق وقتاً أكبر مما نعتقد. إذاً يمكن أن نصل إلى 900 أو بحلول نهاية اليوم يمكن أن يبلغ العدد بين 800 و900. لكن القرار هو الإفراج عن 900 (سجين من طالبان) اليوم”.

وأعرب عن أمله أن تقوم طالبان بتمديد الهدنة حتى يتسنى البدء بمباحثات السلام التي تم تأجيلها أكثر من مرة.
وقال في مؤتمر صحفي “إذا كانت طالبان مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار فنحن مستعدون لمواصلة وقف إطلاق النار أيضا”.

وتابع “نأمل أن يفرجوا عن سجنائنا حتى تبدأ محادثات السلام الأفغانية في أقرب وقت ممكن… المستقبل يعتمد على الخطوة التالية لطالبان”.

وأعلن مصدر في طالبان لوكالة الأنباء الفرنسية أن 200 ممن تحتجزهم الحركة وينتمون “لقوات إدارة كابول” سيجري “الإفراج عنهم خلال الأيام المقبلة”.

وفاجأ المتمردون الذين يكثفون منذ أسابيع الهجمات الدامية على القوات الأفغانية، الجميع السبت عبر إعلانهم بشكل أحادي وقف المعارك كي يتمكن المواطنون من “الاحتفال بسلام وارتياح” بعيد الفطر.

وعزز وقف إطلاق النار الآمال في التوصل لهدنة أطول تمهد لمباحثات سلام بين الحركة الجهادية والحكومة الأفغانية.

وكتب رئيس اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان شهرزاد أكبر على تويتر “مددوا وقف إطلاق النار. أنقذوا الأرواح”. وتابع “أوقفوا العنف حتى نتمكن جميعًا من التركيز على إتاحة الخدمات لأكثر الفئات ضعفاً في جميع أنحاء البلاد، وعلى توسيع نطاق احترام حقوق الإنسان، بحيث يكون لدينا مساحة للتنفس”.

دفع حكومة لمباحثات السلام

وصرح مصدر آخر بارز في طالبان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجماعة قد تمدد وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام إذا عجلت الحكومة بإطلاق سراح السجناء.

لكن المتحدث باسم المتمردين ذبيح الله مجاهد قال إنه ليس لديه معلومات حول التمديد.

وعمليات تبادل السجناء هذه – خمسة آلاف مقاتل من حركة طالبان مقابل ألف عنصر من القوات الأفغانية – منصوص عليها في اتفاق بين واشنطن وحركة طالبان تم توقيعه في 29 شباط/فبراير في الدوحة من دون أن تصادق عليه كابول.

وكانت كابول أفرجت قبل وقف إطلاق النار، عن نحو ألف سجين فيما أطلق المتمردون سراح حوالي 300 سجين.
وينصّ الاتفاق أيضاً على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في عملية تستغرق 14 شهراً شرط أن يحترم المتمردون التزامات أمنية وأن يباشروا مفاوضات مع السلطات الأفغانية حول مستقبل البلاد.

ورحب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالتطورات الأخيرة، لكنّه أكّد أن سجناء طالبان المفرج عنهم يجب ألا يعودوا إلى ساحة المعركة.

بدوره، قال الرئيس أشرف غني إن إدارته مستعدة لبدء مفاوضات السلام، التي كان من المقرر أن تبدأ في العاشر من آذار/مارس، والتي تعتبر أساسية لإنهاء الحرب في البلد الفقير.

قبل بدء وقف إطلاق النار، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن عدة هجمات دامية على القوات الأفغانية في جميع أنحاء البلاد.

لكنها نفت مسؤوليتها عن هجوم على مستشفى للتوليد في كابول في وقت سابق من الشهر الجاري عندما أطلق مسلحون النار على أمهات وممرضات ورضع.

وأقامت الولايات المتحدة سجن باغرام في وقت مبكر من الحرب واكتسب سمعة دولية سيئة بعد ظهور تفاصيل عن إساءة معاملة السجناء فيه.

Share
  • Link copied
المقال التالي