Share
  • Link copied

 “الحكرة ” هي الأجندة الوحيدة وراء الحراك التعليمي بالمغرب

أثارني بقلق شديد مقال صحفي منشور على ظهر جريدة إلكترونية مغربية تابعة للإمارات العربية المتحدة، يتهم فيه الكاتب رجال ونساء التعليم بخدمة أجندة سياسية معينة ،حيث ربط احتجاجات الأساتذة حول النظام الأساسي المشؤوم باحتجاجات الثمانينات في المغرب ،التي كانت تحركها خلفيات سياسية، وشأن الكاتب في هذا المقال شأن الكثيرين الذين يحكمون على النتائج دون ربطها بالأسباب الموضوعية، التي أدت الى خروج هذا الحراك التعليمي الذي يشهد له الجميع بالتحضر والوعي ، وأجزم جزما قاطعا أن طاقم تحرير هذه الجريدة المغربية لم يطلع على مضامين النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية، ولهذا لم يفهموا ماوراء السطور في هذه البنود والابواب المتعلقة بنظام أساسي تراجعي يخص منظومة التربية والتعليم ليس إلا.

إن عقد مقارنة بين نضالات الأساتذة ضد الحكرة بما وقع في الثمانينات ،مقارنة حمقاء وعرجاء ولا تمت للمنطق والحكمة بصلة ،فنضالات الأساتذة أيتها الجريدة المغربية التي تخدم أجندة إماراتية ،ولايسعني في هذا الصدد الا أن أطرح سؤالا مشروعا ، ماذا تريد الامارات العربية المتحدة عبر دراعها الإعلامي داخل هذا الوطن؟ مغرب ينبض حبه مع الروح نبضا داخل قلب كل أستاذ وأستاذة، فكل الأساتذة ياسيدي، بل و جميعهم  أشد حرصا منكم على هذا الوطن وثوابته التاريخية والجغرافية، ويعملون على زرع الروح الوطنية في وجدان الناشئة، ولايحتاجون لمن يرميهم بالتهم والأجندات الباطلة.

إن إسقاط الماضي على الحاضر في جريدتكم، لايستقيم في سياق إضراب نساء ورجال التعليم الحالي، لأن الدافع إلى الإعلان عن حالة الاستثناء سنة 1965 يعزى إلى حالة مختلفة ترتبط بتصدع الأغلبية الحكومية آنذاك، ومن يريد تمرير شيء آخر على حساب سياق مختلف، فكأنما يسبح في الماء العكرأو يريد إيقاع خلافات لاداعي اليها في هذه المحطة المفصلية ،التي يبحث فيها الجميع عن حلول للخروج من عنق الزجاجة ،ولست أدري لماذا يبالغ كاتب المقال في التشاؤم، رغم أن السياق لايبرر الذهاب في هذا المنحى، حيث لا أحد من الأساتذة يفكر أو يناقش ماذهب اليه كاتب المقال في تحليله المعطوب.

 ونحن نؤكد لكاتب المقال أنه لا توجد مؤشرات على وجود متربصين في حراك الأساتذة، وحتى ولو افترضنا جدلا أن طرفا ما ،حاول الركوب على نضالات الأساتذة لإشعال نار الفتنة فلن يفلح، لأن بناة هذا الوطن ياسيدي قلعة فكرية وثقافية وطنية حصينة، تعي جيدا وبمافيه الكفاية بعدم الانجرار وراء هذه الدعوات ،التي تغرد خارج الجسم التعليمي، ولن تنطلي عليها خدع المخربين أو تنفيذ أجندات لتصفية حسابات سياسية ،ولاغرابة في ذلك مادام الجسم التعليمي واع بمثل هذه الانزلاقات، وأشد حرصا على هذا الوطن منكم ، لذا نستبعد كليا الطرح المنشور على جريدتكم التي نصبت نفسها خصما لبناة هذا الوطن، وأن الأفكار العرجاء التي ذهب اليها كاتب المقال غير واردة في مطالب التنسيقيات ،التي ترفض جميعها وبكل وضوح نظاما أساسيا رفضا قاطعا ،وتطالب بسحبه وإعادة صياغته على أرضية نمط الوظيفة العمومية ليس الا،يستجيب للمطالب المادية والاجتماعية والمهنية لرجال ونساء التعليم.

Share
  • Link copied
المقال التالي