شارك المقال
  • تم النسخ

الجزائر .. هل يتوقف الحراك الشعبي في زمن تفشي فيروس “كورونا”

يترقب الجزائريون غدا الجمعة، تعليق الحراك الشعبي إلى إشعار آخر، إلى ما بعد تجاوز البلاد للأزمة الراهنة بسبب تفشي وباء كورونا، وسط مخاوف كبيرة من تنقل العدوى لبعض المواطنين في حالة مشاركتهم في الحراك.

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الوفيات إلى 9 أشخاص وتسجيل 90 إصابة مؤكدة بالفيروس، حذرت فيه السلطة المعارضين من مغبة الخروج للشارع وحشد مناصريهم في الحراك السلمي، وهددت بتوظيف العصا لمن عصى الإجراءات الوقائية التي أعلن عنها الرئيس تبون.

وقال الرئيس الجديد للجزائر فبل ثلاثة أيام أنه يمنع منعا باتا التجمعات والمسيرات مهما كانت طبيعتها وهدفها حفاظا على سلامة وصحة المواطنين جراء الوباء المتفشي فيروس كوفيد 19، وأصدر مساء أمس تعليمات جديدة بخصوص مخالفة الإجراءات الإحترازية ضد الوباء المستجد، وإعطاء أوامر لرجال الأمن بالتشدد مع أي تجمع أو مسيرة تهدد سلامة المواطن.
 
وفي الوقت الذي تناشد فيه بعض الجهات بمواصلة الحراك في تحدي صارخ للإجراءات الإحترازية التي أقرها رئيس الجمهورية ضد كورونا، تعالت أصوات الحكمة المناشدة بضرورة تعليق الحراك حفاظا على حياة المواطنين وتأجيل الصراع مع السلطة إلى أن تستقر الأوضاع الراهنة.
 
وانضمّ كريم طابو، المناضل السياسي المسجون حاليًا، إلى الأصوات الداعية إلى ضرورة تعليق مسيرات الحراك الشعبي، على خلفية تفشي فيروس كورونا في الجزائر.

وقال طابو في بيان له، نقله عنه شقيقه جعفر طابو، إن خطر العدوى بفيروس كورونا قائمٌ بين الناس، ما يوجب الامتثال الصارم لقواعد النظافة وكذا التباعد الاجتماعي المُنَظَّم للتقليل من انتشار هذا الفيروس.
وأضاف طابو في بيانه، أن ضرورة الاحتياط من خطر كورونا، هي التي تتطلّب منّا بشكلٍ فردي وجماعي الامتثال للتعليمات المسطّرة من قبل مختصي الصحّة.

وتابع طابو المتواجد في السجن منذ ما يقارب ثلاثة أشهر : “على هذا الأساس وحفاظًا على صحّة مواطنينا، أضيف صوتي إلى صوت جميع الذين يدعون إلى تعليق مسيرات وتجمعات الحراك الشعبي، السلمي والمبارك خلال كل هذه المحنة التي تمر بها البشرية جمعاء”.

وخاطب طابو، الجزائريين قائلا : “لأكثر من عام، قدنا بشكلٍ جماعي ثورة سلمية استثنائية وحماسية، أجريناها بنضج سياسي لا مثيل له وبروح من الوعي والمسؤولية، لكننا اليوم، ولمواجهة هذا الخطر العالمي المحدق، تحتم الوضع أن نكون أكثر ذكاءً و وعيًا للحفاظ على إنجازاتنا وكذلك لضمان آفاقنا المستقبلية”.

ودعت عديد الأحزاب السياسية في الجزائر، إلى الالتزام بالإجراءات الإحترازية والتقيد بمعايير السلامة لمواجهة فيروس كورونا، من خلال الابتعاد عن التجمعات في الشارع، وتعليق المشاركة في الحراك الشعبي.

وقالت جبهة القوى الاشتراكية، في بيان لها،  أنها  تضمّ  صوتها لكل الذين ينادون إلى التحلي بإحساس عالٍ بالمسؤوليّة  في سبيل مواصلة الثورة،  تحت أشكال أخرى، وهذا من أجل الحفاظ على صحّة الشعب الجزائري، المهدد بالعدوى  بفيروس كورونا خلال تجمعاته الجماهيرية.

ومن جهتها حركة مجتمع السلم، ضمت صوتها إلى الداعين إلى تعليق الحراك الشعبي، خوفا من تفشي فيروس كورونا، ودعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات طمأنة اتجاه النشطاء.

وأكدت حركة مجتمع السلم”حمس” في بيان لها، أن فكرة تعليق الحراك التي يتداولها النشطاء، فكرة مسؤولة ينبغي اعتمادها، وهي تزيد في مصداقية المكافحين من أجل الحرية وتجعل النضال أكثر تأثيرا وفاعلية.

وطالبت السلطات في الوقت نفسه، بضرورة اتخاذ إجراءات طمأنة على رأسها وقف الملاحقات وإطلاق سراح المعتقلين .

وأعلن أيضا حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية،(أمازيغي) تعليقه الرسمي في المشاركة في مظاهرات الحراك الشعبي، إلى أن تتحسّن الوضعية الصحيّة في الجزائر.

وجاء في بيان “الأرسيدي”، أنه أمام الخطورة القصوى للوباء الذي يحوم على الجزائريين، وبناءً على ما أكدته منظمة الصحة العالمية وكل أخصائيي الصحّة، فإنه يرى أن الساعة ليست مواتية لا للحسابات السياسية و لا للتردّد.

وكشف “الأرسيدي” في بيانه، أن الحزب يتقيّد بالآراء الجامعة لأخصائي الصحّة العمومية وذوي العلم والمعرفة المنادية بتعليق المشاركة في كل النشاطات التي من شأنها أن تكون ناقلًا وناشرًا لوباء كورونا، وذلك إلى غاية أن تتحسّن الوضعية الصحية التي يتابعها أخصائيو الصحّة العمومية في بلدنا.
 
وبين معارض وموافق لفكرة تعليق الحراك السلمي والمظاهرات الشعبية، يتخوف الكثير من الجزائريين لعودة المواجهة بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين تلقوا الضوء الأخضر لتوقيف ومنع المسيرات مهما كانت طبيعتها وهدفها، وهو ما يخشاه الجزائريون خصوصا وأن الوضع الراهن يتطلب تظافر الجهود للخروج من الازمة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي