أطلق النظام الجزائري، استراتيجية جديدة من أجل محاصرة مساعي الرباط لتوسيع دائرة البلدان الإفريقية المُعترفة بمغربية الصحراء، وذلك من خلال تشكيل “تحالف” يضم الدول المنحازة لأطروحة الانفصال.
وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، أن هذه الاستراتيجية، تتمثل في “تعزيز التحالفات مع الدول الإفريقية التي لا تعترف بعد بمغربية الصحراء، وتعميق التقارب مع نخبها الحاكمة، لمنع أي تحول مستقبلي لصالح المُعسكر المغربي”.
وأضاف الموقع، أن الجزائر، ستعمل من خلال هذه الاستراتيجية، على تعزيز التعاون الاقتصادي ومنح مساعدات مالية، وتكثيف الاتفاقيات التجارية أو الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والقضائية.
وأكد المصدر أن هدف هذه الاستراتيجية الجزائرية، هو “تشكيل جبهة من الدول داخل الاتحاد الإفريقي، لفرض المناقشات الرسمية حول الأطروحة الانفصالية، ووضعها على قائمة المناقشات في أهم الاجتماعات الدبلوماسية والأمنية للاتحاد الإفريقي”.
ويستغل النظام العسكري الجزائري، من خلال هذه الاستراتيجية، التغطية الإعلامية الدولية للكارثة الإنسانية التي يشهدها غزة جراء العدوان الإسرائيلي، والمأساة التي تسببت فيها تل أبيب للمدنيين، من أجل القيام بـ”مقارنة بين الصحراء واستعمار إسرائيل لفلسطين”.
ونقل الموقع عن مصادره، أنه، في إطار هذه الاستراتيجية، طُلب من جميع القادة المدنيين والعسكريين الجزائريين، بإجراء مقارنات، خلال تصريحاتهم أو خطاباتهم أو أحاديثهم، بين ما يحصل في غزة، وقضية الصحراء، وذلك بهدف “تشويه صورة المغرب على الساحة الإفريقية”.
وذكرت مصادر الموقع نفسه، أن الاستراتيجية، تعمل على إلباس المغرب لباس “القوة الاستعمارية القاتلة” على شاكلة إسرائيل، وهو “عنصر لغة” يهدف، حسب “مغرب إنتلجنس”، إلى استغلال المشاعر العميقة المناهضة للاستعمار والإمبريالية في آراء السلطات العمومية الإفريقية.
ونبه الموقع، إلى أنه، بناء على المعلومات التي يتوفر عليها، فإن هذه الاستراتيجية، تسعى إلى “فرش البساط الأحمر” و”حفظ الاستقبال الحار والاستثنائي لرؤساء الدول التي لم تعترف بعد بمغربية الصحراء، من أجل إبرازهم وإقناعهم بصدق موقفهم، وبالصداقة مع الجزائر”.
وأشار المصدر، إلى أن تطبيق هذه الاستراتيجية، بدأت في الـ 28 من شهر فبراير الماضي، مع الاستقبال المرموق الذي قدمه عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر، لفيليبي جاسينتو نيوسي، رئيس جمهورية موزمبيق، وهي واحدة من البلدان التي تدعم بنشاط أطروحة الانفصال.
وحسب المصدر ذاته، فإن السلطات الجزائرية، تعمل على جدولة العديد من الزيارات من رؤساء الدول الأخرى التي لا تعترف بمغربية الصحراء، مثل تنزانيا وغانا وزيمبابوي وكينيا، إضافة إلى نايمبيا، دون أن ينفي “مغرب إنتلجنس” إمكانية استهداف بلدان أخرى من الاستراتيجية، غير أن الأخيرة تركز حاليا على هذه القائمة، التي لم تنزح للرباط في النزاع.
تعليقات الزوار ( 0 )