في تطور لافت، بدأت الجزائر تبدي استياءها المتزايد من وجود قوات المرتزقة الروس، وخاصة تلك التابعة لمجموعة “فاغنر” و”فيلق إفريقيا”، على حدودها الجنوبية مع مالي.
ووفقًا لتقارير إعلامية، أبلغت الجزائر حليفتها التقليدية روسيا عن عدم ارتياحها لهذا الوجود، وطلبت منها وقف عمليات هذه القوات بالقرب من حدودها.
وتشترك الجزائر ومالي في حدود تمتد لأكثر من 1300 كيلومتر، مما يجعل الوضع الأمني في مالي مصدر قلق رئيسي للجزائر.
وتشير التقارير إلى أن حوالي 1000 من المرتزقة الروس منتشرون في مالي بدعم من المجلس العسكري الحاكم في باماكو.
وقد تصاعدت التوترات بين الجزائر ومالي في يوليو 2024، عندما قامت قوات تابعة لمجموعة “فاغنر” بعمليات قريبة من الحدود الجزائرية، مما أثار مخاوف الجزائر من تهديدات أمنية محتملة.
والجزائر، التي كانت تاريخيًا حليفة قوية لروسيا، قد تكون في طريقها لإعادة تقييم تحالفاتها الاستراتيجية. ففي ظل تصاعد وجود المرتزقة الروس في منطقة الساحل، بدأت الجزائر تبحث عن شراكات جديدة، بما في ذلك تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة.
ووفقًا لموقع “الحرة”، فإن الجزائر قد تكون على استعداد لتقليل اعتمادها على روسيا في مجال الأمن والدفاع، وهو ما قد يمثل تحولًا جيوسياسيًا مهمًا في المنطقة.
وأصبحت مجموعة “فاغنر”، التي نشأت في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، لاعبًا رئيسيًا في العمليات العسكرية غير الرسمية التي تنفذها موسكو في الخارج.
وبعد وفاة مؤسس المجموعة، يفغيني بريغوجين، في حادث تحطم طائرة في غشت 2023، أعادت روسيا تنظيم هذه القوات تحت مسمى “فيالق إفريقيا”، باستثناء وجودها في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث احتفظت باسم “فاغنر”.
ويثير وجود المرتزقة الروس في مالي مخاوف الجزائر من تهديدات أمنية محتملة، خاصة في ظل تصاعد العنف والاضطرابات في منطقة الساحل.
وتخشى الجزائر من أن يؤدي هذا الوجود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، مما قد يؤثر سلبًا على أمنها القومي.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الجزائر الحفاظ على علاقاتها مع روسيا، فإن تصاعد التوترات حول وجود المرتزقة الروس قد يدفعها إلى تعزيز تحالفاتها مع قوى أخرى، مثل الولايات المتحدة.
وقد يكون هذا التحول مؤشرًا على تغيير في ديناميكيات القوة في المنطقة، حيث تسعى الجزائر إلى تحقيق توازن دقيق بين مصالحها الأمنية وعلاقاتها الدولية.
ويعكس تصاعد الاحتجاجات الجزائرية ضد وجود المرتزقة الروس على حدودها الجنوبية مخاوف أمنية عميقة، وقد يمثل بداية لتحول استراتيجي في تحالفات الجزائر.
وفي ظل التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل، تبقى الجزائر في مفترق طرق، حيث يتعين عليها الموازنة بين علاقاتها التقليدية مع روسيا وضرورة تعزيز شراكات جديدة لضمان استقرارها وأمنها.
تعليقات الزوار ( 0 )