أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، استقالته من منصبه، عقب ما تعرض له من انتقادات لاذعة وهجوم غير مسبق بسبب قضية “الوقوف للنشيد الإسرائيلي” أثناء مشاركته في فعاليات بطولة الجيدو التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس، قبل أيام فقط، وهو ما يتعارض مع التقليد الجزائري القاضي بمقاطعة إسرائيل رياضيا.
وعقد بيراف، صبيحة أمس الأربعاء، اجتماعا جمعه بالمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، حيث قدم استقالته بصفة رسمية، وهو ما يفسر الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها جراء حادثة الوقوف للنشيد الإسرائيلي التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية.
وتداولت أمس بعض المواقع الإعلامية رفض وزير الشباب والرياضة لاستقباله في مكتبه، وهو ما طرح فرضية غضب السلطات الرسمية من بيراف بعد واقعة الوقوف للنشيد الإسرائيلي وخلق أزمة كبيرة صنعت جدلا واسعا وسط الجزائريين الذين لا يعترفون بالكيان الصهيوني.
وقال بيراف في تصريحات صحفية: “قرار استقالتي لا رجعة فيه، رغم رفض أعضاء المكتب التنفيذي لذلك، لقد تعرضت للشتم وكانت هناك مؤامرة ضدي، حتى زوجتي تعرضت لمضاعفات صحية بسبب الهجوم علي”.
وأثارت حادثة الوقوف لعلم إسرائيل خلال بطولة الجيدو بباريس جدلا كبيرا بالجزائر، عقب تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية فيديو وقوف بيراف أثناء عزف النشيد الإسرائيلي في المنصة الشرفية خلال تكريم رياضي من الكيان الصهيوني عقب فوزه بإحدى المنافسات.
وقد فند وقتها رئيس اللجنة الأولمبية مصطفي بيراف وقوفه للعلم الإسرائيلي واعتبر ذلك الفيديو بالمفبرك وهدد بمقاضاة الجهات التي قامت بفبركة تركيب الفيديو من أجل الإساءة له ولعائلته ومشواره الرياضي المحترم في تسيير شؤون اللجنة الأولمبية.
وكان بعض نواب البرلمان الجزائري، قد طالبوا الوزير الأول، عبد العزيز جرّاد، بضرورة تقديم توضيحات عمّا تم تداوله إعلاميًا بخصوص وقوف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية للنشيد الإسرائيلي.
وقدم النائب حسن عريبي، المنتمي لحزب إسلامي “حزب العدالة والتنمية” ، سؤالا كتابيا للوزير الأوّل، قال فيه: “أخاطبكم باعتباركم المسؤول الأوّل على كلّ ما يحدث خارج التراب الوطني، عن جريمة الوقوف والاستعداد لعلمٍ لا أقول إنه للكيان الصهيوني، بل للعدو الصهيوني”.
وأضاف عريبي في سؤاله مخاطبًا جرّاد: “ألا ترى الشعب و هيجانه؟ إنه ينتظر إجابات مقنعة لجريمة مكتملة الأركان، حول من لا أريد أن أعطيه شرف الاسم رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، الذي دنّس المكان الذي مرّ عليه شهداء الديبلوماسية الجزائرية”.
وطلب النائب تفسيرات عن سلوك رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، قائلًا: “ماذا يعني ذلك؟ هل هو عمل فردي معزول؟ هل بالتنسيق؟ هل هو محاولة لاختبار صبر الشعب الجزائري؟ لماذا ننتظر ولا إجابات، أم هو الصمت الذي يريد أن يتجاوز العاصفة؟”.
وذهب النائب البرلماني إلى أبعد من ذلك حين قال أن الجزائر مرّت بفترات ضعف وعنف، لكن ولا مرّة اقترب أحد، من عقيدة عقائد الشعب الجزائري الذي فيما يخصّ فلسطين وشعبها.
وتبقى قضية استقالة مصطفى بيراف من تسيير اللجنة الأولمبية تثير كثير التساؤلات حول ما إذا بات غير مرغوب فيه من قبل السلطات الرسمية على خلفية واقعة الوقوف للنشيد الإسرائيلي التي فندها بيراف بنفسه أم الضغوطات النفسية التي جلبتها له هذه القضية ومشاكل لم يستطع تحملها كانت هي سبب مباشر في تقديم الاستقالة
تعليقات الزوار ( 0 )