شارك المقال
  • تم النسخ

الجدّ المشترك للعقارب والسّرطانات.. دراسة على حفريات مكتشفة بالمغرب تحل واحداً من أكبر الألغاز التي أثارت اهتمام العلماء

تمكن طالب دكتوراه من كلية علوم الأرض والبيئة بجامعة لوزان (UNIL)، بدعم من عالم من المركز الوطني للأبحاث العلمية، من حل واحد من أكبر الألغاز التي لطالما أثارت اهتمام علماء الحفريات، بعد تحديده لأحفورة تثبت العلاقة بين أنواع من الكائنات الحية الحديثة، وتلك التي عاشت في العصر الغمبري قبل 505 مليون سنة.

وقالت مجلة “Nature Communications”، التي نشرت الدراسة، إن العقارب الحديثة والعناكب وسرطانات حدوة الحصان، جزء من عائلة كبيرة من المفصليات التي ظهرت على الأرض منذ حوالي 540 مليون سنة، وتنتمي لمجموعة فرعية تجمع بين الكائنات الحية المجهزة بالكماشة، والتي تستعمل بشكل رئيسي للعض أو جر الفريسة أو حقن السم”.

وأضافت أنه “منذ بداية دراسة الحفريات القديمة، أثار هذا السؤال اهتمام علماء الحفريات”، متابعاً أنه “كان من المستحيل التعرف، على وجه اليقين، بين المفصليات البدائية، على الحيوانات التي لديها ما يكفي من النقاط المشتركة مع الأنواع الحديثة لاعتبارها أسلافها. وزاد الغموض أيضًا بسبب نقص الحفريات المتاحة للفترة الرئيسية بين -505 و-430 مليون سنة، والتي كان من شأنها أن تسهل البحث في علم الأنساب”.

واسترسل المصدر: “عندما كان طالبًا للدكتوراه في كلية علوم الأرض والبيئة بجامعة لوزان (UNIL)، قدم لورينزو لوستري القطعة المفقودة لهذا اللغز. ومن خلال الدراسة مع معلميه لمائة حفرية يعود تاريخها إلى -478 مليون سنة مضت والقادمة من موقع فزواتة في المغرب، سلط الضوء على المرشح الذي يربط بين الكائنات الحية الحديثة وتلك التي تعود إلى العصر الكامبري (-505 مليون سنة). ونشرت الدراسة في مجلة Nature Communications”.

وذكر المصدر نفسه، أنه “تم اكتشاف موقع فزواتة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وكان موضوع العديد من التحليلات”، مبرزاً أن “الحفرية الموضحة في المنشور، وهي واحدة من أكثر الحفريات وفرة في الموقع، لم يتم وصفها حتى الآن. يبلغ حجم الكائن من 5 إلى 10 ملليمترات، وقد أطلق عليه اسم Setapedites وفرة. وهكذا يسمح هذا الحيوان، لأول مرة، بتتبع الخط الكامل للمخلبات، من ظهور المفصليات الأولى إلى سرطانات حدوة الحصان الحديثة، والعناكب، والعقارب”.

وقال لورينزو لوستري، صاحب هذا الاكتشاف، في تصريح أوردته المجلة نفسها: “كان من المخطط فقط وصف وتسمية هذه الحفرية. لم نتخيل على الإطلاق أنها ستحتوي على كل هذه الأسرار”. متابعاً: “لذلك، كانت مفاجأة مثيرة أن ندرك، بعد الملاحظات والتحليلات الدقيقة، أنه ملأ فجوة مهمة في شجرة الحياة”.

ومع ذلك، يردف لوستري: “فإن الحفرية لم تكشف بعد عن جميع أسرارها. في الواقع، بعض سماتها التشريحية تسمح لنا بمواصلة تطوير فهم التطور المبكر للمجموعة المخلبية، وربما حتى ربط هذه المجموعة بأشكال أحفورية أخرى لا تزال علاقات القرابة الخاصة بها محل جدل كبير. علاوة على ذلك، سيتم قريبا تنظيم معرض مؤقت عن الكائنات الحية في فزواتة، بالتعاون مع UNIL، في قصر رومين في لوزان”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي