وصل جدل التغيرات المناخية التي شهدها الكوكب، والتي بدأت تؤثر بشكل جدي على المغرب، بعد بروز مجموعة من المظاهر التي توحي بوجود تداعيات سلبية على القطاع الفلاحي وتربية النحل والمواشي بالبلاد، إلى قبة البرلمان، وسط آمال متواصلة من المزراعين باتخاذ الحكومة لإجراءات مستجدة من شأنها توفير المواد الفلاحية الملائمة مع ما يقع، وإجراء تكوينات لمهني القطاع، لوضعهم في الصورة.
وساءل النائب البرلماني محمد هيشامي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، سعيد صديقي، بخصوص الإجراءات التي تنولي المصالح التابعة لوزارته، في اتخاذها بغية وضع خطة لانتقاء مزروعات تتلاءم مع طبيعة المناخ الجديد الذي بدأت تظهر ملامحه في المغرب.
وقال هيشامي، عضو فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب، في سؤاله الكتابي الموجه إلى صديقي، إن المغرب أصبح “يعرف طقسا شبه جاف، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل عن مخطط الحكومة لأخذ هذا المعطى البنيوي بعين الاعتبار من خلال ملاءمة طبيعة هذا المناخ مع نوعية المزروعات التي تتناسب معه؟”.
في سياق متّصل، تعرف منظمة الأمم المتحدة، عبر موقعها الرسمي تغير المناخ، على أنه “التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز”.
وأوضحت أن حرق الوقود الأحفوري، ينتج “انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة”، متابعةً أن هذه الانبعاثات تشمل “غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. والتي تنتح عن استعمال البنزين لقيادة السارات أو الفحم لتدفئة المباني”.
ونبهت الأمم المتحدة، في تقريرها، إلى أن “تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات، يمكن أيضا أن يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان. ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية”.
وأشارت إلى أن الانبعاثات مستمرة في الارتفاع، ونتيجة لذلك، “أصبحت الكرة الأرضية الآن أكثر دفئًا بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر. وكان العقد الماضي (2011-2020) الأكثر دفئًا على الإطلاق”، مبرزةً أن ارتفاع درجات الحرارة ليس “سوى بداية القصة”، لأن “الأرض عبارة عن نظام، حيث كل شيء متصل”.
وذكرت أن عواقب تغير المناخ، “تشمل الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي”، كما أن ذلك ينعكس على صحة الناس وقدرتهم على “زراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل”، منبهةً إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة لانعكاسات تغير المناخ، هم “من يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية”.
يشار إلى أن المغرب، يعمل بشكل حثيث، بشراكة مع البنك الدولي والمنظمات الدولية، على تخفيض انبعاثات الكربون، وقد احتل مراكز متقدمة في هذا الأمر، بالإضافة إلى أن المملكة، تعمل منذ سنوات على تغيير مصادر طاقتها إلى المصادر النظيفة؛ الطاقة الشمسية، الطاقة الريحية، وهو الأمر الذي جعل البلاد رائدة في ميدان الطاقات المتجددة.
تعليقات الزوار ( 0 )