يهدّد استمرار الجفاف وقلة التساقطات الحمامات الشعبية في المغرب، التي باتت أمام خيار وحيد من أجل ضمان استمرارها كتراث ثقافي بالبلاد، وهو ترشيد استهلاك المياه.
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك المياه بالنسبة للفرد الواحد، يصل إلى 200 لتراً، وهو الأمر الذي من شأنه مفاقمة أزمة ندرة المياه، التي وصلت إلى أسوأ مستوياتها منذ سنوات، جراء انخفاض حقينة السدود.
وفي هذا السياق، أطلقت وكالة حوض أبي رقراق، حملة توعية لترشيد استعمال المياه في الحمامات التقليدية، في ظل ندرة المياه، وشح التساقطات المطرية، التي تسببت في تراجع حقينة السدود إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وعملت الوكالة، برفقة نشطاء، ومهنيين، على استهداف أكثر من 400 حمام تقليدي خلال الحملة، ووضع لافتات تدعو إلى توفير استعمال المياه، كما عمل المشاركون في هذه الخرجة التحسيسية، على التواصل مع الزبناء، لاستخدام الدلو، وإغلاق الصنابير بعد ملئها، إما من خلال المخاطبة الشفوية، أو توزيع كتيبات صغيرة.
وقال أحمد نوحي، الأمين العام لتعاونية أصحاب الحمامات في الرباط، في تصريح لوكالة “إيفي”، الإسبانية، إن هذه الحملة تندرج في إطار “الجفاف الحاد”، الذي عانى منه البلد في السنوات الماضية، ما يهدد توافر المياه الصالحة للشرب في المستقبل القريب.
وأضاف أن “الحمام فضاء اجتماعي وتراث ثقافي متجذر في مجتمعنا، وللمحافظة عليه، أطلب من كل المواطنين المغاربة، عدم إهدار المياه واستعمالها بعقلانية، لأن هذا يكلفنا نحن أيضا كملاك”، متابعاً أن هناك حوالي 15 ألف حمام في مختلف جهات المملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )