التحالف الجزائري الإيراني: بوابة الحرس الثوري إلى شمال أفريقيا وتهديد متصاعد لأمن أوروبا

في تقرير حديث نُشر في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بتاريخ 23 فبراير 2025، حذّر الكاتبان كاثرين بيريز-شكدام وأوريلي توبيلِم من تعاظم التعاون بين الجزائر والحرس الثوري الإيراني (IRGC)، مشيرين إلى أن هذا التحالف قد يشكّل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

وأشار التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني، المعروف بدوره في تنفيذ السياسات التوسعية لطهران، وجد في الجزائر ساحة جديدة لنشاطاته.

وأوضح الكاتبان أن هذا التعاون يتجاوز العلاقات الثنائية التقليدية، ليصبح مؤشرًا على صراع أوسع قد يمتد تأثيره إلى شمال أفريقيا وأوروبا، مما يغيّر التوازن الجيوسياسي في منطقة البحر الأبيض المتوسط بطرق قد تكون معادية لمصالح الدول الديمقراطية.

وتاريخيًا، تبنّت الجزائر سياسة عدم الانحياز، مقدّمة نفسها كمدافع عن السيادة والاستقلال. ومع ذلك، يرى التقرير أن التعاون المتزايد مع الحرس الثوري الإيراني يمثل تحولًا خطيرًا في نهج الجزائر التقليدي.

وتستند هذه الاستنتاجات إلى تقارير استخباراتية وإحاطات دبلوماسية وتحليلات موثوقة تشير إلى أن الجزائر قد تصبح قاعدة أمامية لإيران في شمال أفريقيا، تسعى من خلالها طهران إلى بسط نفوذها الأيديولوجي وتحقيق رؤيتها الاستراتيجية للهيمنة، مما يهدد أمن أوروبا والعالم.

وذكر التقرير، أن أحد المجالات التي يبرز فيها هذا التعاون هو منطقة الساحل، التي تعاني بالفعل من اضطرابات بسبب التمردات الجهادية والشبكات الإجرامية وضعف سيطرة الدول.

ويشير التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستغل هذه الفوضى لتعزيز وجوده، من خلال تدريب المقاتلين وتزويدهم بالأسلحة ونشر أيديولوجية الثورة المسلحة.

الأمر الأكثر إثارة للقلق، وفقًا للتقرير، هو تزايد تأثير الحرس الثوري الإيراني في عمليات جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية المغربية.

ويعتبر الكاتبان هذا التطور تكرارًا لاستراتيجية إيران في استخدام الفصائل غير الحكومية لتعزيز نفوذها، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

ويُذكر أن الجزائر وإيران أعادتا العلاقات الدبلوماسية في عام 2000 بعد فترة من التوترات، حيث تم تعيين السفير الجزائري عبد القادر حجار في طهران عام 2001.

وفي مارس 2024، وقع البلدان خمس مذكرات تعاون في مجالات الطاقة والإعلام والرياضة، مما يعكس تعزيز العلاقات الثنائية بينهما.

وفي دعا التقرير الدول الغربية إلى الانتباه لهذا التحالف المتنامي بين الجزائر وإيران، نظرًا لتداعياته المحتملة على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.