فضحت التسريبات الصوتية للقيادي في جبهة البوليساريو البشير مولود، الأوضاع الكارثية التي تعانيها “جماعة الرابوني”، وانعدام جاهيزيتها للحرب، على الرغم من الدعاية الإعلامية التي تخوضها مجموعة من الصحف التابعة لـ”جمهورية تندوف”، وصانعتها الجزائر.
وقال مولود، في مداخلته بندوة الأطر المنظمة بإشراف جبهة البوليساريو، والتي تم تسريبها، إن قوات “جماعة الرابوني”، تفتقد للجاهزية، وتعاني من مشاكل بنوية تؤثر على وجودها، معدّداً نقاط الضعف وهشاشة المعدات وضعف التكوين، رافضاً الصمت بعدما طلب منه البعض تغيير الموضوع.
واقترح البشير، على قيادة الرابوني، العيش لشهر واحد فقط مع المقاتلين، والوقوف على الأوضاع التي يعشونها، متسائلا بغضب عما فعلته القيادة طوال 30 سنة من وقف إطلاق النار، قبل أن يجيب: “كنت نائمين، تجلسون هنا وسيارتكم مكيفة، ودياركم بتندوف وموريتانيا، وبعيدون كل البعد عن الواقع”.
وأوضح القيادي في الجبهة وأحد أهم أطرها العسكرية، كما شغل منصب الملحق العسكري بالجزائر، في كلمته النارية: “جئتم إلى المخيمات حفاة عراة”، مستدركاً”: أعرف أنني سأتعرض للتخوين، فطوابع الخيانة جاهزة لمن يقول الحقيقة، لكن لا يهمني سوى أن أقول الحقيقة والواقع دون تزييف”.
وحول هذا الأمر، قال الفاضل ابريكة، الناشط الحقوقي، إن عضو أركان جيش ما يسمى بالبوليساريو، تعدّ “دليلاً قاطعا على ما كنت أقوله دائماً بخصوص أن القضية الصحراوية والثورة الصحراوية ومشروع التحرير، وقيام دولة على أرض الساقية الحمراء، استحالت إلى حلم بعيد المنال، طبقا للمعطيات القائمة والموضوعية”.
وأضاف ابريكة، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “شهادة رجل خبر المنظمة بعمقها السياسي وماضيها، ويواكب المراحل التي تمر بها تعتبر درساً لمن لم يدرك الحقيقة بعد”، موضحاً: “البوليساريو انتهت إلى غير رجعة، ولم تعد إلا مشروعاً مدرّاً للدخل، بيد عصابة القيادة ومحيطها”.
وأحال أبريكة، على “تاريخ البوليساريو، وكيف وصل الجميع حفاة عراةً لتندوف، وكيف كانت القيادة وكيف أصبحت”، مفصّلاً: “القيادة يومئذ آتية من أتون الفقر والتهميش”، أما الآن، فقد “ووجدت الجاه والمال والسلطة وزمام مجموعة بشرية سمتها شعباً أغلبيتها من المواطنين الجزائريين أو الموريتانيين أو الماليين، وبالتالي لم تعد تبحث إلا عن ديمومة القضية واستمرارية المشكل بأي ثمن”.
وأوضح أن القيادة ضمنت مستقبلها، كما أن “أبناءها يدرسون بأرقى الجامعات وزوجاتهم قلما تجدهن بالمخيمات وبشكل موسمي ومن خلال المعلومات المؤكدة، أغلبية القيادة إن لم تكن كلها، ومن يدور في فكلها، اشترت شققا بإسبانيا، وموريتانيا والجزائر، ولم تعد تفكر في الاستقلال والتحرير لأنها وفرت دولة خيالية تعيش على ما تجود به المنظمات الدولية والدولة الجزائرية”.
وأردف الناشط المعتقل السياسي السابق في سجون البوليساريو: “من هنا يحق لنا أن نتساءل من أين لهذه القيادة الأموال التي تتوفر عليها؟ فشعارها أنها تخوض حرب تحرير ولا موارد لها، فكيف بآلاف رؤوس الإبل والتجارة المختلفة والفيلات”، متابعاً: “البوليساريو لم تعد لصالحكم وإنما أصبحت أداة حكم للعصابة لاستمرارية مشروعهم وتوفير آليات الصراع السياسي لنظام الجزائر مع المملكة”.
ونبه الحقوقي نفسه، إلى أن الثورة وحرب التحرير، التي يعيش “مقاتلوها على المساعدات الفرنسية والإسبانية، مقابل التصريح بأنهم مضطهدين، وقواعدها من نساء وشباب تائهين في أزقة المدن الأوروبية، يبحثون عن الأعمال اليدوية والشاقة لا ترجى لها نتيجة، وحتمية فشلها يؤكدها غنى قيادتها الفاحش، وصراعها على المناصب والمال والتقرب من الحليف الجزائري”.
وأشار ابريكة إلى أنه حتى الجزائر، أوشكت على لفظ البوليساريو مكرهةً، أمام أزماتها الخانقة الداخلية والخارجية معززةً بالضغوط الدولية، مؤكداً أن الوقت قد حان ليدرك الصحراويون، “حجم المسرحية التي يوجدون فيها، وبأن مصيرهم سيكون مثل مصير المحجوب إبراهيم الذي كان موته مفاجئاً، ووداعه موعظة لكم.. فأنتم لم ولن تكونوا منه عطاءً لهذه الثورة ولقيادتها”.
وشدد في ختام تدوينته، على أن “المحجوب اليوم موته مثل ما قتل هو أبناء عمومته في الرشيد، فلا أبناء جلدته، تأسفت على رحيله ولا رفاق دربه الذي أعطى أرواح أبناء عمه لإرضائها، أعطته ساعة واحدة من وقتها للحداد عليه”، على حدّ الناشط الحقوقي نفسه.
تعليقات الزوار ( 0 )