قال خالد البكاري، الناشط الحقوقي، والأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، بخصوص الاحتجاجات التي يقودها “المعلمون المتعاقدون” والتي ما تزال مستمرة لغاية الآن، إنّ ما نعيشه اليوم “خطير جدا” ويتجاوز ما هو سياسي، ونقابي وحقوقي كونه رهين بمستقبل المملكة.
كلمة البكاري جاءت في مستهل الندوة التفاعلية عبر تقنية المناظرة المرئية، والتي نظمتها جريدة “بناصا” يومه (الإثنين) بمشاركة أمحمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، ونورالدين العكوري، رئيس الفدرالية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، والتي سيسيّرها الإعلامي سعيد الخمسي.
وأوضح البكاري، في جواب على سؤال موضوع الندوة “لماذا يحتج أساتذة التعليم؟”، أن المغرب يعيش الآن في وضعية صعبة جدا وتتطلب من الجميع تحمل المسؤولية بكل وضوح، ولا يجب الإختباء وراء جهة ما لتبرير ما حدث الأسبوع الماضي بشوارع الرباط من “تعنيف”.
وأضاف المصدر ذاته، أن ما حدث في الرباط سواء مع الأساتذة المتعاقدين أو مع حاملي الشهادات العليا أو باقي الفئات التي تطالب بحقوقها المشروعة يحمل رمزية خطيرة جدا تتمثل في إخراج أعوان السلطة في مواجهة احتجاجات الأستاذة.
ويرى الناشط الحقوقي، أن إقحام “أعوان السلطة في فض الاحتجاجات السلمية، يتضمن رسالة “سيئة” للغاية، حيث يعلم الجميع أن أعوان السلطة لا يتم إخراجهم إلا في حملات نظير استرجاع الملك العمومي أو مواجهة احتلال الملك العام، متسائلا عن الرسالة “الخفية” التي تود السلطات إرسالها للمتظاهرين؟
وأبرز الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، أن المسألة ليست مرتبطة باحتجاج فئة لديها وضع اعتباري داخل المجتمع، بل هو فقط أمام مسألة مرتبطة باحتلال الملك العمومي مثل ما يحتل، الباعة الجائلين الفضاء العام أو كالذي يخرق قوانين البناء.
وشدد البكاري، في مداخلته على أن تقزيم عملية الاحتجاج بهذا الشكل المهين هي مسألة تبين بأننا في وضع صورة رجل التعليم مثل صورة أي مهنة أخرى، علما أن كل المهن شريفة، ولكن هناك بعض المهن فضلى ويجب أن تأخذ وضعها الاعتباري داخل المجتمع.
وأوضح الحقوقي، أن مهنة التعليم لا ترتبط فقط بما يزاوله ذلك الشخص مقابل أجر يتلقاه في نهاية الشهر، ولكنها مرتبطة بأسرة، موضحا أن رجل التعليم هو رجل مربي وناقل للقيم، ويمرر مجموعة من المبادىء، وبالتالي فالحفاظ على الصورة الرمزية يصبح من واجبات الدول التي يجب أن تحترم هاته المهنة.
من جانب آخر، اعتبر البكاري، أن ما نعيشه اليوم، إنما هو نتيجة لمجموعة من التراكمات والقضايا التي كان من الممكن حلها بسهولة في الوقت التي برزت فيه قضية “الأساتذة المتعاقدين” بأنها لا تسير في السكة الصحيحة.
واستغرب المصدر ذاته، من نظرة التعنث غير المفهومة التي تنتهجها الدولة في بعض القرارات المصيرية، قائلا: لا أفهم كيف لوزارة ما أن تتخذ قرارا معينا، وبالتالي فليس هناك إرادة أخرى يمكنها لها أن تهزم تلك القرارات التي قد تكون خاطئة.
وتابع البكاري بالقول، إن التفكير بمنطق “الهزيمة والانتصار” لا يجب أن يكون كفكر وعقيدة للدولة، فالأخيرة يجب أن تفكر بمقاربة حل المشكل وليس تقويده وتأزيمه، فالنار تبدأ من مستصغر الشرر.
وما يحز في نفسي، يضيف البكاري، هو أنه بعد عطلة بينية ثالثة، نجد أن 70 أو 80 في المائة من مدارس الدولة معطلة بسبب قرار لا نعرف من اتخذه، أو من يتحكم فيه، الشيء الذي أدى إلى كل هذا الاحتقان الذي يأتي في ظروف صعبة تعيشها البلاد جراء الجائحة.
وخلص الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، إلى أنه على الدولة أن تعالج الأمور من منبعها، كما يجب على الدولة أن تتوفر على الشجاعة، وأن تتناقش بهدوء من أجل إيجاد حل يرضي الجميع، وقبل أن يختم “لا أعتقد أن ملف الأستاذة المتعاقدين لا حل له أو معقد لهذه الدرجة”.
تعليقات الزوار ( 0 )