شارك المقال
  • تم النسخ

البكاري: بعد “الاتفاق الثلاثي” تراجع دور المغرب في الشرق الأوسط لصالح السعودية وقطر والإمارات وتركيا وإيران

بعد الجدل الذي أثير خلال الساعات القليلة الماضية حول خريطة المغرب المبتورة من الصحراء على خلفية استقبال بنيامين نتنياهو لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، قال خالد البكاري، الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، إن “المغرب خسر حضوره في مسار التسويات والمفاوضات المرتبطة بالشرق الأوسط، والتي كان حاضرا فيها بقوة، لأنه كانت لنا علاقات قوية بكافة المحاور”.

وأوضح البكاري، في حديث مع جريدة “بناصا”، أنه “وبعد الاتفاق الثلاثي تراجع دور المملكة لصالح السعودية وقطر والإمارات وتركيا وإيران، ولم يعد لنا أي دور لا في العلن ولا في الخفاء، لأنه للأسف الجهة التي قادت التطبيع عندنا اشتغلت بطريقة سمحت للإمارات بقيادة محور التطبيع”.

وشدد المصدر ذاته، على “أن “إسرائيل” والحركة الصهيونية عامة معروفة باعتنائها الشديد بالتفاصيل والرمزيات، ولذلك حين نعود إلى المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس ونتنياهو، يجدر أن نلاحظ أمرين لم يتم الانتباه لهما في غمرة “الانتشاء” باعتراف غير مكتمل، ولا يؤثر على مسار قضية الصحراء”.

الأمر الأول: الوعد بالاعتراف وليس الاعتراف

وقال بكاري، إن “المفهوم من كلام نتنياهو هو الوعد بالاعتراف وليس الاعتراف، بحيث وعد بأن الوثائق الرسمية للحكومة الإسرائيلية سيتم تغييرها لتتضمن هذا الاعتراف الشفهي، وبأنه سيتم إخبار الأمم المتحدة بهذا المستجد، وسيتم فتح قنصلية بالأقاليم الصحراوية، وهي وعود ثلاثة لم تتحق، بدليل أن الكنيست لم يدرج اعتراف نتنياهو الشفهي في أي جلسة للمصادقة عليه حتى يصبح رسميا”.

وأضاف، أن “الأمم المتحدة لم تتوصل بأي إخبار في الموضوع، مثلما حصل بعد الاعتراف الأمريكي حيث توصلت الأمم المتحدة بما يفيد ذلك، بخلاف “إسرائيل”، حيث نجد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير حول الصحراء أن الأمم المتحدة لم تتوصل بأي وثيقة بهذا الخصوص، وطبعا لم يتم فتح أي قنصلية بالصحراء، ببساطة لأنه ليس هناك أي اعتراف رسمي قانوني، وفق القانون الدولي”.

الأمر الثاني: سياسة إسرائيل قائمة على الابتزاز

وبحسب الناشط السياسي المغربي، “فإن مضمون المكالمة نشره الديوان الملكي، في حين لم يصدر أي بيان عن الرئاسة الإسرائيلية أو توضيح في وكالة الأنباء الإسرائيلية الرسمية، بل حتى المنابر الإعلامية الإسرائيلية اكتفت بإعادة نشر بلاغ الديوان الملكي فقط”.

وتابع: “طبعا، الاعتراف القانوني من طرف “إسرائيل” في المستقبل ليس مستبعدا، لأنها لن تخسر شيئا بهذا، ولكن السياسة الإسرائيلية المتبعة مع الدول المنخرطة في مسار التطبيع قائمة على الابتزاز، وهو ما قامت به مع المغرب”.

قضية الصحراء ليست انشغالا مستعجلا للقوى الكبرى

وعَلَّلَ بكاري، أنه “وبعد توقيع الاتفاق الثلاثي، كانت إسرائيل تقول إنها مع الحل الأممي، ثم بعد حصولها على بعض المكتسبات، ولفت العزلة عن نتانياهو، جاءت المكالمة الهاتفية بالاعتراف الشفهي، دون أن تتبعه الإجراءات الشكلية ليصبح الاعتراف قانونيا، وذلك حتى يبقى لها هامش لمزيد من الابتزاز من أجل الحصول على مكاسب أكبر”.

وتساءل المتحدث ذاته، “في ماذا سينفعنا الاعتراف الاسرائيلي؟ خصوصا أن الملف يروح مكانه في مجلس الأمن الذي يكتفي بتكرار الصياغة في كل قرار يصدر عنه في أكتوبر من كل سنة منذ 15 سنة، مما يدل على أن القضية ليست انشغالا مستعجلا للقوى الكبرى، بما فيها حتى الولايات المتحدة، هذا في الوقت الذي نخسر بهذه الهرولة التي يحاول أن يجرنا البعض لها”.

وخلص الأستاذ الجامعي، إلى “أنه من الممكن أن يكون هذا المسار مكلفا على عدة مستويات، لاسيما وأن هناك من يحاول الربط بين قضية الصحراء وممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة و يستثمر في ذلك من أجل ضرب صورة المغرب”.

يشار إلى أن إسرائيل كانت قد أعلنت اعترافها بمغربية الصحراء، وذلك في رسالة بعث بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقال بيان للديوان الملكي المغربي، إن الملك محمد السادس تلقى رسالة من نتنياهو، يبلغه فيها قرار دولة إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”، وإن هذا الموقف سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة.

وشدد أيضاً على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تُعد إسرائيل عضواً فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية» بهذا القرار”.

وأفاد نتنياهو في الرسالة ذاتها بأن إسرائيل تدرس إيجابياً: “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”، وقد جاء الموقف الإسرائيلي مدعما لموقف الولايات المتحدة التي اعترفت بمغربية الصحراء في عام 2020.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي