كشف استطلاع للرأي “الباروميتر العربي”حول رأي المغاربة في المؤسسات السياسية، أن الثقة في الحكومة المغربية (33 بالمئة) ورئيس الوزراء عزيز أخنوش (30 بالمئة) ما زالت منخفضة المستوى نسبياً، بينما زادت الثقة في البرلمان (38 بالمئة) والحكومة الجهوية (49 بالمئة) والقضاء (74 بالمئة) ومنظمات المجتمع المدني (70 بالمئة).
ووفقا للشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن تقييم المواطنات والمواطنين لأداء الحكومة يتباين: تصنيفات البنية التحتية والأمن أعلى من الرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد.
ويعتبر المغاربة أن الإنفاق على الدعم والتعليم والرعاية الصحية هي أهم أولويات الإنفاق الحكومي، بينما تنقسم آراء المغاربة حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقوة بحسب الوضع الاجتماعي-الاقتصادي.
وتبقى التحديات الاقتصادية قائمة، حيث صنّف ثلث المغاربة فقط الوضع الاقتصادي بالمغرب تصنيفات إيجابية، في حين يرى 4 من كل 10 أشخاص (39 بالمئة) أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع.
ويرى المغاربة أن أكبر التحديات التي تواجه بلدهم هي الاقتصاد (22 بالمئة) والفساد (20 بالمئة) والخدمات العامة (18 بالمئة)، ثم التغير المناخي (14 بالمئة)، وقال ثلثا المغاربة تقريباً (63 بالمئة) إن طعامهم نفد قبل توفر النقود لشراء المزيد خلال الأيام الثلاثين الماضية. هذه النسبة زادت كثيراً منذ 2022، عندما قال المثل 36 بالمئة فقط.
وهناك قدر ضئيل من الاتفاق حول التحركات التي يجب أن تتخذها الحكومة لتحسين الاقتصاد. الإجراءات الأكثر ذكراً من المواطنين هي الحدّ من الكساد (28 بالمئة) وخلق فرص العمل (20 بالمئة) وإصلاح التعليم (14 بالمئة) وزيادة الأجور (11 بالمئة).
ويرغب الثلث تقريباً (35 بالمئة) في الهجرة، وذكر عدد كبير العوامل الاقتصادية كسبب رئيسي لهذه الرغبة (45 بالمئة من الراغبين في الهجرة). ومن يرغبون في الهجرة أكثرهم رجال تحت سن 30 عاماً حصلوا على التعليم الجامعي. قال أكثر من نصف المهاجرين المحتملين (53 بالمئة) إنهم قد يقبلون على الهجرة حتى لو لم تتوفر الأوراق الرسمية اللازمة.
وبالنسبة إلى الحريات المدنية، قال أغلب المغاربة (58 بالمئة) إن حرية التعبير عن الرأي مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة. ويعتقد أكثر من النصف أيضاً (57 بالمئة) أن حرية التظاهر مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، وفي هذا زيادة بواقع 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (45 بالمئة).
ويشعر الكثير من المغاربة بالقلق حول القيود على حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، لا سيما الرقابة والمنع من قِبل الحكومة (54 بالمئة) والحكومات الأجنبية (51 بالمئة) ومن قِبل منصات التواصل الاجتماعي (53 بالمئة).
وانحسرت كثيراً نسب تأييد التطبيع، والمرجّح أن السبب هو حملة إسرائيل العسكرية على غزة. تبدو آثار الحرب في غزة أعرض، إذ أثرت أيضاً على آراء المواطنين والمواطنات في القوى العالمية والإقليمية. في المغرب، زادت شعبية روسيا والصين بينما تراجعت شعبية دول الغرب. وتظهر نفس التفضيلات حالياً فيما يخص قادة الدول الأجنبية.
وعلى النقيض من الوضع في بلدان أخرى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم ينحسر دعم الولايات المتحدة الأمريكية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن تحسّنت صورة الصين أكثر من تحسّن صورة الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد العامين الماضيين.
وهناك تراجع طفيف في الآراء حول قدرة النساء على القيادة السياسية. رغم وجود دعم كبير لتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 بالمئة) والحكومة (70 بالمئة). بالمثل، يرى ثلاثة أرباع المغاربة تقريباً (73 بالمئة) أن وجود النساء في مقاعد القيادة السياسية مفيد لتعزيز حقوق المرأة.
وبالنسبة لمجال العمل، قال الثلثان تقريباً (64 بالمئة) بضرورة المساواة بين الرجال والنساء في فرص العمل، ويرى المغاربة معوقات كثيرة تعترض عمل النساء. المعوقات الأكثر ذِكراً هي عدم توفر فرص العمل (17 بالمئة) وتدني الأجور (14 بالمئة) والتحيّز ضد النساء (13 بالمئة) وغياب خيارات رعاية الأطفال (12 بالمئة).
ويقرّ المغاربة باستمرار تعرض النساء للتحرش، حيث قال 8 من كل 10 أشخاص (79 بالمئة) إن التحرش منتشر في الشوارع من قِبل الغرباء، وقال الثلثان (65 بالمئة) الأمر نفسه عن التحرش في أماكن العمل.
ويشدد المغاربة على الآثار الكبيرة لتغير المناخ على حياتهم اليومية، ويطالبون حكومتهم – بشكل متزايد – باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه المشكلة المُلحّة.
والمياه هي مبعث القلق الأول بملف البيئة في المغرب. قال 4 من كل 10 أشخاص إن غياب موارد المياه (24 بالمئة) أو تلوث مياه الشرب (11 بالمئة) أو تلوث الموارد المائية (5 بالمئة) هي أكبر تحديات بيئية في المغرب.
وفي أعقاب زلزال سبتمبر 2023 – وهي كارثة طبيعية كبرى – أصبح المغاربة أكثر قلقاً من تغير المناخ ويرغبون في فعل حكومتهم المزيد للتصدي له. في الوقت الحالي، يقول 8 من كل 10 أشخاص إن على الحكومة عمل المزيد في ذلك الملف (80 بالمئة). هذه النسبة تبلغ ضِعف مثيلتها (40 بالمئة) في الدورة الماضية في عام 2022.
وأشار استطلاع الرأي، إلى أن المغاربة يشعرون بالرضا بشكل عام عن تعامل الحكومة مع الزلزال، وفي المُجمل، قال 43 بالمئة إن إدارة الحكومة للأزمة لبّت التوقعات وقال 3 من كل 10 أشخاص (31 بالمئة) إنها فاقت التوقعات.
تعليقات الزوار ( 0 )