صدر حديثا للباحث الأكاديمي محمد إيشو، أستاذ الفلسفة الغربية في العصر الوسيط بجامعة محمد الأول، مؤلف بعنوان “من تيولوجيا العصر الوسيط إلى فلسفة الأزمنة الحديثة: من منظور الفيلسوف إتيان جيلسون”، ضمن سلسلة أطروحات الدكتوراة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-الدوحة قطر.
وحسب الورقة التعريفية للكتاب، يقع هذا المؤلف في 280 صفحة؛ يشمل على بيبليوغرافيا وفهرس عام، ويدافع فيه الكاتب عن فكرة مفادها؛ أن الأزمنة الحديثة بدأت في القرن الثالث عشر، لا في القرن السابع عشر، معتمدا في ذلك على قراءة واستعراض مشروع الفيلسوف الفرنسي إتيان جيلسون، الذي يعد من أهم الفلاسفة الذين أنجزوا مشروعا فكريا عن الفكر الفلسفي في العصر الوسيط.
ويضيف محمد إيشو، أن هذا الكتاب يضع المساهمة العربية ضمن أهم المصادر التي أسست للفكر الحديث، مخالفا بذلك التصورات التي حصرت الحداثة داخل دائرة مغلقة وأحادية.
وتابع، الأكاديمي ذاته، أن الأفلاطونية المحدثة هي المسيطرة على الفكر الأوروبي خلال العصر الوسيط المتقدم، ولم يتكشف الأوروبيون الأرسطية إلا عن طريق العرب.
ويشير في موضع آخر، إلى أن تأكيد جيلسون على أهمية الفلسفة العربية، نابع من قناعته بأن الفراغ لا يوجد في التاريخ؛ فديكارت وباسكال، وليبنتز، وبيكون…إلخ ليسوا أكثر أهمية وشأنا من توما الأكويني، وابن رشد، وألبير الكبير، وابن سينا…إلخ.
وأوضح المؤلف، أن جيلسون لم يتراجع عن موقفه قيد أنملة بخصوص مساهمة الفلسفة العربية في تشكيل الفكر الحديث، بل أثار جدلا بشأن الفلسفة المسيحية، ومدى استفادتها من جهود الفلاسفة العرب، مكسرا بذلك ما يمكن تسميته ب”الستائر الحديدية” التي وضعها بعض المستشرقين، وثبتها إرنست رينان، بغية حجب “الثورة الإبستيمولوجيا” التي أحدثها الفكر العربي الإسلامي في أوروبا الوسيطة.
تعليقات الزوار ( 0 )