Share
  • Link copied

الانتخابات تسفر عن تحولات بارزة في المشهد السياسي بفاس

تعد مدينة فاس من الجماعات الكبيرة على الصعيد الوطني ذات نظام المقاطعات إلى جانب كل من مدن طنجة والرباط وسلا والدار البيضاء ومراكش.

وتمثل جماعة فاس رقما صعبا لأي هيئة سياسية لإحراز أكبر عدد من المقاعد من أجل ضمان أغلبية مريحة وقوية بالنظر إلى أن عدد أعضائها يبلغ 91 عضوا.

وأفرزت محطة 8 شتنبر للإنتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية بفاس، خريطة سياسية جديدة مختلفة كليا عن واقع المشهد الجماعي للفترة الإنتدابية السابقة 2015-2021.

فمن أصل خمسة أحزاب تشكل منها المجلس الجماعي السابق ثلاث منها شكلت تحالف الأغلبية، تمكن 13 حزبا في الإقتراع الأخير، من الفوز بمقاعد بجماعة فاس، اقتسموا المقاعد الـ 91 للجماعة، وحاز فيها حزب التجمع الوطني للأحرار أكبر عدد من المقاعد (17).

ولعل أكبر تغير سياسي طرأ بجماعة فاس تراجع الحزب الأغلبي الذي كان يسير شؤون الجماعة إلى المرتبة الخامسة (10 مقاعد)، لينعكس التحول على عضوية مجالس المقاطعات التي تميزت بصعود مجموعة من الأحزاب.

واعتبر المتتبع للشأن السياسي المحلي، محمد الديش، أن الإنتخابات الجماعية أظهرت ملامح إيجابية ينعقد عليها أمل كبير في تدبير قوي لمجلس جماعة فاس وللمقاطعات الست (أكدال، سايس، زواغة، فاس المدينة، جنان الورد، المرينيين).

ولاحظ الديش أن نمط الإقتراع كان نوعا ما جديدا على المواطنين وهو يتلاءم مع تجربة استحقاق مهمة، حيث أن وجوها لم تنجح في العودة من جديد إلى التدبير الجماعي، ومن جهة أخرى عادت عدد من الوجوه القديمة بألوان سياسية جديدة.

وفي ما يتعلق بالمشاركة السياسية للنساء، لاحظ وجود مؤشر على تحقيق قفزة مهمة بالنسبة للنساء، ليستبشر خيرا بنمط الاقتراع من أجل تحقيق المناصفة.

وعبر المتتبع للشأن السياسي المحلي، عن تخوفه من ما سماه ب “البلوكاج” في تدبير شؤون مجالس المقاطعات باعتبار أن كل حزب لم يحرز على أغلبية مريحة، لكنه يسجل أن المؤشرات الأولية للتحالفات تفيد بأنه لن يكون هناك تعارض كبير مما سيعزز كفة التفاهم على صعيد مجالس المقاطعات الست.

وفي ما يرتبط ببروز فئة الشباب في محطة 8 شتنبر الجماعية بمدينة فاس، أوضح الديش أنه رغم تمكن عدد من الشباب من الفوز بمقاعد بمجالس المقاطعات ومجلس الجماعة، إلا أن فئة الشباب المتراوحة أعمارها ما بين 18 و25 سنة، تبقى ضعيفة جدا، موضحا أن مجموعة من الشباب يتم وضع أسمائهم في مراتب متدنية من لوائح الترشيح، وبالتالي تضعف حظوظ الفوز بمقعد جماعي.

ويرى الأستاذ الباحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، عبد الرزاق الهيري، أنه من أجل قراءة صحيحة وتتبع التغير الذي طرأ على الخريطة السياسية بجهة فاس مكناس، يتوجب التركيز على نتائج الانتخابات المتعلقة بالغرف المهنية (6 غشت)، والإنتخابات التشريعية لمجلس النواب، والإنتخابات الجماعية والجهوية.

وبشكل عام اعتبر الهيري، أن المشهد السياسي لجهة فاس مكناس عرف تحولا يتماشى مع التغيير الذي طرأ على الخريطة السياسية على الصعيد الوطني والذي أفرز سيطرة حزب التجمع الوطني للأحرار متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ثم حزب الاستقلال.

ولاحظ الباحث الجامعي أن نتائج انتخاب أعضاء مجلس النواب ستتكرس على صعيد رئاسة المجالس الجهوية المنتخبة، كما أنها ستتطلب مجهودا إضافيا من أجل تسريع تنفيذ المشاريع المسطرة في برنامج التنمية الجهوية.

Share
  • Link copied
المقال التالي