اصطفت أمس الأربعاء آلالاف من السيارات أمام مبنى كابيتول ولاية ميشيغان، مما تسبب في ازدحام مروري جعل السيارات تجد صعوبة في الوصول الى المنشأة المخصصة للقيام باختبارات كورونا فيروس التاجية، هذه التظاهرة، نظمتها الجماعة السياسية المحافظة احتجاجًا على أمر حاكم الولاية جريتشين وايتمر القاضي بفرض البقاء في المنازل.
يعود أصل القصّة الى بداية الأسبوع الماضي، حينما وقع وايتمر، وهو نائب ديمقراطي، على واحد من أكثر أوامر الإقامة في المنزل صرامة في الدولة، ويشمل هذا الأمر حظرًا على السفر لزيارة الأصدقاء أو الأقارب في منازلهم، أو زيارة أماكن الإقامة الأخرى في الولاية، أو شراء بعض مواد لا تعتبر ضرورية، مثل الصباغة والسجاد والمزروعات ومعدات البستنة الأخرى..
المتظاهرون، الذين أطلقوا على تظاهرتهم إسم “عملية غريدلوك” ، تم تقدير عددهم من طرف الصحافة الحرّة لميشيغان بالآلاف، والمظاهرة نظمها الإئتلاف المحافظ لميشيغان، ومجموعة العمل السياسي المؤيدة لترامب.
فبينما بقي معظم المتظاهرون في سياراتهم، خرج بعضهم الآخر منها واتجهوا نحو حديقة الكابيتول التي رفعوا فيها اللافتات، في انتهاك متعمّد لإرشادات التباعد الاجتماعي.
من جهة أخرى انتقد الجمهوريون الأوامر الصارمة للبقاء في المنازل كونها في نظرهم قد تجاوزت الحدود، حيث اتهم مايك شيركي بصفته زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ عن الولاية الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري في منشور له على الفايسبوك عنونه بعبارة: “تدمير صحتنا بقتل حياتنا”، حيث شدّد على أن المقاطعات الريفية في الولاية يجب أن تكون معفاة من قيود التباعد الاجتماعي الصارمة تلك.
أمّا وايتمر حاكم الولاية، الذي يتم تقديمه باعتباره الاختيار المحتمل ليكون زميلاً لجو بايدن، إعتبر من جهته أن هذه القيود الصارمة فرضتها ضرورة الوضع لإبطاء انتشار الفيروس في كل الأماكن بما فيها المناطق الريفية الغير المتوفرة على مستشفيات مؤهلة لاستقبال العدد المتزايد من المصابين.
للإشارة، فولاية ميشيغان لديها رابع أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا التاجي في أمريكا والتـــي يتجاوز عددها 27000 حالة.
يبدو إذن أن الجدل الذي خلّفه قرار وايتمر بالبقاء في المنازل يتمحور بالأساس حول المعيار الذي اعتمده في الفصل بين بعض الأعمال التي اعتبرها ضرورية وأخرى غير ضرورية، حيث نجده مثلا قد اعتبر فتح متاجر الخمور ضرورية، في حين اعتبر شركات رعاية الحدائق غير ضرورية!.
ومن جانب آخر، يصرّح غاريت سولدانو، وهو بالمناسبة مؤسس إحدى هذه المجموعات المتظاهرة التي تحتج على أمر البقاء في المنزل قائلا: “إن سبب تأسيس هذه المجموعة ليس لأننا ضد الحجر الصحي” ويضيف من خلال بث مباشر على صفحة: ميشيغانيون ضد الحجر الصحّي الصّارم في الفايسبوك: “نحن هنا من أجل حقوقنا الدستورية التي انتزعت منا عنوة”.
في خضم هذا الجدل والانتقادات الموجه لحاكم الولاية وايتمر، قال هذا الأخير خلال هذا الأسبوع: “لا يوجد أحد لا يتمنّى أن يضغط على زر يعيد الحياة الى طبيعتها المعتادة، لكن للأسف لا يوجد زرّ يتيح هذه الإمكانية!
عن موقع فوربس- بتصرف
نعم الإختيار..
موضوع يستحق القراءة أكثر من مرة و التأمل العميق.