Share
  • Link copied

الاعتراف بإسرائيل..هل هو بداية الطريق نحو الازدهار أم الاندحار وإعلان للتحالف العربي الإسرائيلى المنتظر …؟؟!!

وأخيرا توجت الإمارات حربها على ثورات الربيع العربي بإعلان اعترافها التاريخي  باسرائيل  الصهيونية اليهودية ََّ!!

إنه التفسير المنطقي للأحداث، والوقائع  التي اندلعت   سنة 2011 بداية من إشعال  البوعزيزي للثورة في تونس وخروج المتظاهرين بميدان التحرير  بمصر في 25 يناير  والحرب الطاحنة في ليبيا  وسوريا  ، واختلاق داعش  وما ارتكبته من مذابح وفضاعات مقرونة باسم الجلالة، وتأسيسهم لدولة الحسبة والظلام والرعب  وقطع الرؤوس  وإحراق الأحياء  وكأن ذلك كان عملا فنيا  سينمائيا رائعا بإخراج هوليودي أمريكي خليجي   ضخم لخلق اليأس، ولعن  كل ما يرتبط باماضي التليد ،  وكل ذلك كان مخططا مدروسا بعناية وانتهى نهايات مأساوية  هوت بالشعارات  الرنانة  التي حشونا رؤوسنا بها  والحلول الخرقاء إلى الأبد.

وكيف يستطيع مناد بعد كل هذا  أن ينادي بهذه الشعارات وقد خلفت الخراب وشعوبا تائهة متشردة  هاربة على حدود أوروبا  ودول شمال افريقيا، تستجدي صدقة في الطرقات بإشارات المرور  في كل دول العالم، وغيرهم ممن  غرق في  البحر  فلفظت  أطفالهم  الصغار  أمواجه على شواطئه والتهمت  كباره أسماك القرش،

فكيف يستطيع  مغامر أفاك  في الأفاق  بعد ذلك أن ينادي  بالحلول الكاذبة الفاشلة ؟   ، وقد  انتصرت الثورة المضادة التي كانت أكثر واقعية   ودموية  وجرأة ، لكونها  كانت  مدعومة بالمال  الخليجي الوفير كالأرز   وانتهت الأحلام  والزغاريد  في الساحات  بصراخات  الثائرين في السجون  وعلق  زعمائهم   بالمشانق . وكيف لا وقد حق للنسر  أن يسحق العصفور المسكين الضعيف بمخالبه لانه ضعيف ولأن ذلك من طبيعة الأمور ، فقد كان على الحمل أن لا يكون حملا  وإلا كان الحق للدئب أن يفترسه.

 إن هذا الاعتراف   من جهة ثانية  هو البداية الفعلية لتنفيذ الأقوياء  صفقة القرن على أرض الواقع وإيذان بإعلان التحالف العربي الاسرائيلي، ضد كل الممانعين الحمقى. المؤمنين بالأساطير  المؤسسة للخيالات والأحلام المستحيلة  التحقق المنتظرين للمهدي المنتظر  والمسيح المخلص، غرتهم الأماني وكثرة الدعاء في الساحات والميادين ولم يأخذوا بالأسباب  الكونية  لم يتعلموا من درس أحد وحنين إذ أعجبتهم كثرتهم  وظنوا بالله الظنونا ، فطحنتهم الدبابات وهم راكعون، لكن هل يمكن أن  يكون فجر الفجرة فجرا صادقا ، وكيف السبيل إلى شمس الحق وقد تلبدتها الغيَوم ،وكيف السبيل إلى الخروج من عصر الأوهام  ونحن من ضيع في الأوهام عمره،،كما قال مغني الأجيال محمد عبد الوهاب

 وهل يمكن ان تأتي الحرية والديموقراطية على ظهر دبابات الأعداء؟ ، أم أن على المنهزمين أن يرضخوا  لعقيدة المنتصرين ،لينالوا حضارتهم وازدهارهم ويستمدوا قوتهم ، ولم لا وقد أذعنت ألمانيا بعد الحرب للحلفاء فأصبحت دولة عظمى، وأذعنت اليابان  بعد تفجيرات القنبلة النووية في نكازاكي َوهيروشيما فأصبحث  اول  دولة تقنية متقدمة في العالم،  أم أن ملتهم ملة واحدة ، لماذا كتب على المقاوم أن يموت في نهاية المعركة وليس له  إلا أشعار ونياشين   واعتقاد  بالشهادة؟ ، وهو في عرف المنتصر ليس إلا ارهابيا بائسا تم رميه في غياهب العدم،

وها هم الحالمون  الواهمون  المساكين يموتون الواحد تلو الآخر في غياهب السجون منذ بداية القرن  فيصبحون مجرد أرقام للنسيان. فهل تكفي النيات الطيبة مع  الأحلام  والخطط الغبية  لتحقيق التقدم والحصارة والديموقراطية ؟ ،هل يمكن للماضي أن يكون مخلصا للمستقبل،؟ فهاهم مساكين كثيرون  لا زالوا يسكنون في الذاكرة  مع  الماضي  المشرق  يستدعونه من الرماد  لعله ينقدهم من براثين الهزيمة الحتمية،

ورغم كل النكبات التي حلت بالحالمين ذوي النيات الحسنة فهم لا زالوا  مشدودين   إلى الوراء في حالة من التخدير  اللذيذ  الأليم،  

ما العمل وقد ادلهت بنا  الظلمات من كل جانب  ، هل نسير وراء الاعداء المنتصرين  ونتخلي عن الشعارات الكبيرة  والمبادئ المعنوية  الفخمة  مثل النظال والمقاومة والممانعة والشهادة ، أم نختار طريقا ثالثا  نحرر فيه أنفسنا من الجهل والأساطير  والأحلام الوردية ونسلك طريق العقل والعلم والمعرفة. إنها أسئلة صعبة  ، الأجوبة عنها شبه مستحيلة،، ولكن يبدو  أنه لابد من نقد ذاتي لاذع  لا يرحم  للعقل العربي والإسلامي    لتاريخنا  وتراثنا ، يقتل فينا الغباء والبلاهة  كما أنه لا بد  من عملية جراحية تجثث الأورام بدون رأفة،  أو رحمة، حتى نتخلص من السرطان القاتل.

Share
  • Link copied
المقال التالي