شارك المقال
  • تم النسخ

الإهمال واستمرار الإغلاق يحولان ملعب “العقيد العلام” بسيدي قاسم لـ”مرعى”

بالرغم من مرور قرابة الـ 5 سنوات على إغلاقه، لا زال الغموض سيد الموقف في ملفّ ملعب “العقيد العلام” الخاص بفريق الاتحاد الرياضي لسيدي قاسم، الذي صدّ أبوابه المجلس الجماعي بمبرر إعادة إصلاحه دون أن تبدأ الأشغال إلى غاية اليوم، وسط تزايد التساؤلات عن مصير هذا المرفق الذي يعتبره العديد من سكان المدينة بمثابة المعلمة التي عاصرت فترات توهّج “حفار القبور”.

وتتهم الجماهير عدداً من الجهات، من بينها جمعيات، وأشخاص في النادي، بالإضافة إلى المجلس الجماعي للمدينة ومسؤولين إقليميين، بالوقوف وراء تعثر بدء أشغال الملعب، وإدخاله في نفق الإغلاق الذي لا يبدو أنه سيخرج منه قريبا، حسبهم، مشددين على أن هؤلاء الأشخاص جعلوا من اتحاد سيدي قاسم، “بقرة حلوبا”، تمنحهم العديد من الأموال، من دون أن يكلفوا أنفسهم بخدمة مصالح الفريق.

وأوضحت الجماهير أن مسؤولي المدينة وراء تدهور حال الفريق، وأيضا تأخر أشغال الملعب الذي بات في حالة مزرية للغاية في الوقت الراهن، بعد أزيد من أربع سنوات على إغلاقه، حيث نما عشب بالميدان، وبات يصلح، وفق العديد من أنصار “حفار القبور”، ليكون مرعى للأغنام بعد أن كان مسرحاً لتألق الفريق وإسقاط الكبار في ما مضى.

ونبهت الجماهير أيضا إلى أن الملعب بات مرتعا لمختلف أنواع الحيوانات، من كلاب وقطط وأفاعي، إلى جانب العديد من الحشرات التي عششت في عشب “العقيد العلام”.

وأشاروا إلى أنه لو كان مسؤولو الفريق والمدينة، يهتمون بمصالح الاتحاد الرياضي لسيدي قاسم، لكان الأخير في قسم الأضواء، خصوصاً أن ميزانيته أكبر من ميزانية بعض الفرق التي تنافس في القسم الأول من البطولة الاحترافية، مبدين في الوقت نفسه، اسغرابهم الشديد من عدم بدء أشغال إصلاح الملعب، بالرغم من الاحتجاجات المتكرّرة، والمطالب العديد التي وصلت حتى إلى البرلمان.

وسبق لجواد لكريم، الكاتب العام السابق للمجلس الجماعي لسيدي قاسم، أن أشار في تصريحات إعلامية سابقة له، إلى أن سبب تأخر الأشغال، يعود بالأساس إلى مندوبية الشباب والرياضة والوزارة الوصية على القطاع، مردفاً بأن إغلاق الملعب في البداية جاء لأسباب أمنية، وليس لأمور متعلقة بإمكانية سقوط المدرجات.

وأفاد لكريم في التصريحات نفسها، بأنه، و”لتبرير قرار الإغلاق، عرضوا الملعب على خبرة أبانت عن وجود اختلالات في بنية الملعب، والتي كانت موضوع إصلاح من مندوبية الشباب والرياضة بميزانية ضخمة سنة 2014، وبعد مرور ثلاث سنوات فقط، ظهر مشكل هاجس سقوط المدرجات، وهو ما يعني أن هناك “شبهة اختلاس المال العام تم إغماض العين عنها”.

وزاد المتحدث نفسه، بأن “احتجاجات المواطنين، دفعت المسؤولين إلى إحضار مختبر آخر، أبان عن نفس الملاحظات، لأن الاختلالات على مستوى بنية الملعب، حقيقة”، ولكنها، يتابع لركيم: “لا تهدد السلامة بالمنطق الذي يروجون له”، منبهاً في السياق نفسه إلى أن “أعضاءً بالمجلس الجماعي، اقترحوا رفع الملف للقضاء لإجراء خبرة مضادة، غير أن ذلك لم يحصل”.

وكانت خيبة الأمل الكبيرة التي خيمت على مدينة سيدي قاسم، بعد سقوط الفريق إلى أقسام الهواة في الموسم الماضي، قد دفعت العديد من الفعاليات لمطالبة عامل الإقليم، بفتح تحقيق في طريقة صرف الأموال، لأن هناك شبهات تلاحق المسؤولين الحاليين بالنادي، خاصة أنه تم صرف ما يناهز مليار و200 مليون سنتيم في السنة الماضية، التي فشل الفريق خلالها حتى في البقاء بالقسم الثاني.

حري بالذكر أن نادي الاتحاد الرياضي لسيدي قاسم، لم يعقد الجمع العام لإعادة انتخاب المكتب المسير، منذ حوالي سنتين، وهو الأمر الذي ينضاف إلى المشاكل الأخرى التي تعانيها الفرقة التي تحتل المرتبة السادس في القسم الوطني المغربي للهواة، برصيد 36 نقطة، بفارق 8 نقاط فقط عن المراكز المؤدية للهبوط.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي