اعتبر محمد الأمين موسى، أستاذ الإعلام المشارك بجامعة قطر-السودان، أن السياسة إن هي أرادت أن توظف أو تستفيد من الرياضة، فعليها أن توظفها كما توظف الفنون، لا كما توظف الجيوش.
وشدد الأمين موسى، في مداخلته بالندوة التي نظمتها جريدة بناصا تحت عنوان “جدل السياسة والرياضة”، على أهمية هذا التمييز، مُنبها إلى أن جر الرياضة وإبعادها من كونها فعلا ثقافيا، هو أمر غير سليم، لأنه يرسخ عامل الانتماء.
وأبرز المتحدث ذاته أن الرياضة نبعت من الثقافة، وبأنه يجب أن يبقى الفعل الرياضي منتميا لوجدان الشعوب، بالشكل الذي يُعبر عن إبداع هذه الشعوب وحبها للجمال والخير، ولكافة القيم الإنسانية الإيجابية.
وأضاف “السياسة تحاول جر الرياضة إلى مستنقعها، وقد صار من الضرورة تجاوز وإعادة النظر في الفكر الرياضي، فالرياضة لا يجب أن يكون فيها منتصر ومهزوم”.
وتابع “الرياضة تتفوق على السياسة في عدد من المقاييس، ففي الشهرة مثلا، الرياضي هو أكثر شهرة من السياسي، ثم نوعية الشهرة نفسها، شهرة الرياضي هي شهرة إبداع، وشهرة السياسي مختلفة، حيث من الممكن أن تكون شهرة سلبية”.
وقد أكد في السياق ذاته، الأمين موسى أنه يجب أن نضع دائما ما هو سياسي وما هو رياضي في حالة تضاد، باعتبار أن الرياضة هي أقرب إلى الجمال والإبداع والجماهير، بينما السياسة هي نخبوية وقائمة على القوة وتأسيس الدولة.
ولفت أن من مظاهر تداخل ما هو سياسي فيما هو رياضي، “نجد المصطلحات المستعملة في التعليق الرياضي على مباريات كرة القدم على سبيل المثال، إذ حين يصف المعلّق ما يدور في الملعب بـ”القذائق والهجوم والدفاع والهزيمة والمعارك”، فهو يسوق المقابلات من بعدها الرياضي إلى بعد سياسي”
وأشار المتحدّث ذاته، إلى أن هذا التداخل والذي يساهم في الإعلام بحصة كبيرة، هو ما ولّد لنا جماهير رياضية غاضبة ومشحونة ومتعصّبة.
تجدر الإشارة إلى ندوة بناصا حول “جدل السياسة والرياضة”، قد شهدت مشاركة أيضا كل من الباحث في السياسة الرياضية، منصف اليازغي، وجمال اسطيفي، الصحافي والمحلل الرياضي، ثم محمد هنيد، الأستاذ المحاضر بجامعة السوربون، والمستشار السابق للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي ، وقد أشرف على تسييرها الإعلامي نور الدين لشهب.
تعليقات الزوار ( 0 )