Share
  • Link copied

الأديبة فاطمة الزهراء الريـاض لجريدة بناصا: أكتب في المطبـخ والجديد.. “لسـت وحدي في رأسي”

يقال “الصمت لغة لا يُحْسِن التكلّمَ بها إلا الحُكماء”، ورغم صمت الأديبة المغربية فاطمة الزهراء الرياض، الذي يشبه صمت المقابر، والتي لا تتحدث إلى المنابر الإعلامية إلا نتفا، إلا أن مداد أحرفها في الروايات والقصص القصيرة يخرج لنا أصواتا عالية من المعاني والجمال تسمع في أروقة المعارض وعلى مكتبات قراءها من خلال “فاتح شهية”، و”علاقة غير شرعية” ورواية “تراجيم” ولقاء يفك أزرار السماء”، وغيرها.

في هذا الحوار مع جريدة “بناصا”، حاولنا اقتحام العوالم الخفية للأديبة فاطمة الزهراء الرياض، والنبش في بعض فصول حياتها، وتجربتها الأدبية، وعن بداياتها الأولى، والطقوس التي ترافقها لحظة الكتابة، وعن أعمالها الأدبية الجديدة..

إليكم نص الحوار كاملا:

قبل إجراء هذا الحوار، قمت بجولة سريعة على حسابك على حائط مارك زوكربيرج.. واكتشفت أنك تميلين إلى الصمت كما تميل الشمس نحو الغروب.. وأول ما يصادفه المرء عند زيارته لصفحتك هو تثبيتك لمنشور (pinned post) موسوم بعبارة “الصمت يقول كل شيء”.. هل سكوتك موجه بالأساس للكتابة، وبين هذا البوح والكتمان.. متى يكون الصمت ملاذا آمنا لفاطمة الزهراء؟

سكوتي موجه بالأساس للتأمل قبل الكتابة موضوع التأمل، السكوت الذي لا ينطوي على فضيحة أو خوف كما تؤولها ثقافتنا وتُصيغ لها سوء الظن والحكم المبيت، يحضر ببالي المثل الشهير “دوز من الواد الهرهوري لا دوز من السكوتي”.. لا خوف اذن من الوديان الساكنة مادامت الآن قد جفت بفعل الجفاف والشموس الحارقة..”.

وسكوتي في مواقع التواصل هو نفسه في الحياة العادية، نوع من الهدوء والحفر المستمر لصنع تلك المسافة بين الوقائع والانفعالات السريعة اتجاهها.. لقد انتبهت إلى كون الصمت اللغة الأقرب إلى قلبي، وإنه لصمت يضج بالحركية والأفكار والاراء التي أفكر فيها في سياقات الحياة المتعددة ريثما تحولت إلى كتابة مُجدية ..

وأن لا تبوح نجاة أيضا، تقول جدتي: “الصمت حكمة ومنه تخرجت الحكايم، وكون ما قرقر ولد الحمامة.. مايجي الحنش هايم”.

من أين بدأت الحكاية، حكاية الأديبة المغربية فاطمة الزهراء الرياض أو بعبارة أدق، كيف بداياتك مع الكتابة؟

البداية كانت مع توثيق الخيبات والهزائم الثقيلة، لا أعرف هل كانت رغبة في أن تتخذ الالام المزرية طريقها إلى قلب قارئ متعاطف أو كانت فقط تلويحا من غريق لبقية الغرقى؟.

“علاقة غير شرعية” و”المختلف” و”تراجيم” و”لقاء يفك ازرار السماء”.. بين هذه الأعمال الأدبية المتكاملة والتي تضم مجموعات قصصية وروايات.. أيهم الأقرب إلى قلبك ولماذا…؟

من بين الكتب السابقة أفضل الكتاب الذي لم أكتب بعد..

المألوف أن للروائيين طقوس.. ماهي طرقك وأساليبك لتحضير هذا الكم الهائل من هذه النصوص الإبداعية وهل لها علاقة بالالهام؟

ثلاثة أو أربعة أميال أمشيها في أزقة المدن العتيقة، حديث عند الخضار، الجلوس حول براد شاي مع غرباء في دكان ما.. ملامح مختصرة لقصص تصيح ولكنها تفضل مثلي الصمت.
وغالبا ما أكتب في المطبخ.. ولسهولة الأمر، أطبخ الشيئين معا..

“لست وحدي في رأسي” هل هو عنوان جديدك الأدبي؟

قد يكون هذا الكتاب من أكثر الكتابات التي أوليتها الشغف والعناية.. كتابات ممتعة انبثقت من دراسة لنظريات في علم النفس لتجد نفسها في شخوص ليست وحدها في رأسها على كل حال..

لماذا تكتب فاطمة الزهراء ولمن تكتب وهل الكتاب وحيد دون جليس في المغرب؟

أكتب لأن هذه المهمة تشكل لي متعة شخصية أولا، ثم مشاطرة هذه المتعة مع الاخر أيضا.. والحقيقة أني أعتبر دائما شراء الكتب والروايات والشعر والقصص فيض كرم غزير من القارئ..
الكاتِب هو الوحيد يا صديقي… أما الكُتب فمكانها دائما في رفوف الفكر والقلب.

Share
  • Link copied
المقال التالي