شارك المقال
  • تم النسخ

اكتظاظ الأسواق مقابل منع صلاة العيد يجدّد نقاش “الاستهداف” على “السوشيال ميديا”

أعاد قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منع إقامة صلاة العيد في المصليات والمساجد، بالموازاة مع استمرار التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية لتفادي انتشار فيروس كورونا في مختلف الأماكن من شواطئ ومقاهي وأسواق وشوارع، نقاش “الاستهداف”، الذي يستغرب من خلاله عدة نشطاء من تشديد القيود على الصلوات فقط.

وبالرغم من أن العدّاد الوبائي في المغرب يواصل الارتفاع، وبات قريبا من الوصول إلى 3 آلاف حالة يوميا، مع زيادة قياسية في عدد الحالات الحرجة التي تتواجد في غرف الإنعاش والعناية المركزة، وتعديها للـ 500، إلا أن السلطات المغربية، لا تتعامل بجدية كبيرة في أغلب المدن، وسط تارخي كبير في صفوف المواطنين الذين بات أغلبهم يخرج من دون أي كمامة، وبدون مراعاة التدابير الاحترازية.

وتعرف أغلب المدن المغربية تراخيا كبيراً في صفوف المواطنين، حيث تعج الأسواق في الفترة الأخيرة بالآلاف من الأشخاص غير الملتزمين بالإجراءات الوقائية، وهو الأمر الذي يقابله تهاون السلطات المحلية في القيام بحملاتها من أجل الوقوف على مدى تطبيق التدابير الاحترازية، ما يزيد من شكوك ويعزّز الخطاب الذي تروجه بعض الفئات بخصوص استهداف المساجد.

وأوضح عدد من النشطاء في حديثهم لجريدة “بناصا”، بأن منع صلاة العيد مقابل التغاضي عن التجمعات الضخمة التي تعرفها الشوارع والأسواق في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، إلى جانب الاكتظاظ الكبير في الشواطئ المغربية، يزكي هذه الشكوك، والدولة عبر تهاون سلطاتها المحلية في التطبيق الصارم لإجراءات الاحترازية، تغذي هذه الادعاءات.

واسترسل المتحدثون بأن على السلطات المحلية التعامل بشكل صارم مع كافة التجمعات التي تهدّد بمفاقمة الوضعية الوبائية التي يعرفها المغرب، خصوصاً في الأسواق والشواطئ، التي سجلت في الأسبوعين الماضيين اكتظاظاً مهولاً، وسط تزايد الأصوات المحذرة من انفجار فيروسي سيعيد المملكة إلى نقطة الصفر، خصوصاً في ظل ظهور متحورات جديدة من كورونا.

وفي هذا السياق، أشار آخرون إلى أن منع صلاة العيد يأتي نظرا للخصوصيات المتعلقة بها، ولاحتمالية انتشار الفيروس التاجي بشكل كبير عبرها، خصوصاً أن المصلين يعملون على مباركة المناسبة عبر التقبيل والتماس في التحية، ما يعزّز من إمكانية نقل العدوى فيما بينهم، وهو ما لا يتوفر في الأسواق، التي حتى وإن كانت ممتلئة، إلا أن كلّ شخص يقضي أغراضه الخاصة.

وسبق لعدد من النشطاء، من بينها حسن بناجح، الناشط الحقوقي والقيادي في جماعة العدل والإحسان، أن كتب في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن إلغاء صلاة العيد: “الآن يتأكد أن مقولة: زحام ماشي بحال زحام، اعتداء ممنهج متعمد على هوية الشعب في تحد سافر لمعطيات الواقع التي يراها ويعيشها ويعيها الجميع”.

وزاد بناجح، في تدوينة ثانية، لمّح فيه مرةً ثانية إلى تعمد السلطات استهداف المساجد، دون غيرها، حيث كتب: “صلاة العيد، التي لا تستغرق ساعة لمرة واحدة مع ضمان التباعد فيها، يتم منعها، في الوقت الذي تعرف الأسواق والشواطئ ازدحاما شديدا من الصباح إلى المساء على مدار الأيام !”، متسائلاً: “أي تفسير لهذا غير الاعتداء السافر على هوية الشعب؟”.

وبالموازاة مع هذه الشكوك القديمة الجديدة، أطلق مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغاً، لرفض قرار إلغاء صلاة العيد، مطالبين وزارة الأوقاف بالعدول عن هذه الخطوة، التي تمسّ “هوية المغاربة”، فيما دعا آخرون، بشكل استنكاري، إلى إقامة هذه الصلاة في الشواطئ والشوارع والمقاهي لتجنب المنع، في إشارة للاكتظاظ الذي تعرفه هذه الأماكن.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي