بالموازاة مع ما تعرفه أغلب الأحزاب السياسية المغربية على المستوى الداخلي من تجاذبات قبيل الانتخابات، يحتدّ الصراع بين الأطياف المشاركة في اقتراع الـ 8 من شتنبر المقبل، وتتواصل التصريحات والتصريحات المضادة في غزو الساحة، وصلت إلى حدّ عودة حزب العدالة والتنمية، إلى لعب الأوراق التي سبق وأشهرها في الاستحقاقات الماضية.
وعرفت أغلب الأحزاب السياسية أزمة حادّة على المستوى الداخلي، وانشقاقات، وصارعاً وصل إلى أروقة المحاكم، كما غادرت مجموعة من الأسماء البارزة والتحقت بتنظيمات سياسية أخرى، استعداداً للدفاع عن ألوانها في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي اعتبر متابعون أن التجمع الوطني للأحرار، أكبر الفائزين، بعد إقناع لعشرات الوجوه المعروفة بالانضمام إليه.
وفي سياق الصراع الحاصل، عاد حزب العدالة والتنمية مرّةً ثانيةً إلى التهديد بوقوع ثورة في المغرب في حال خسارته خلال الانتخابات المقبلة، حيث صرّح عبد العزيز أفتاتي، وهو واحد من أبرز قادة “المصباح”، بأن فوز أي حزب غير “البيجيدي” يعني الثورة في البلاد، وهو ما اعتبره البعض ابتزازأً من طرفه للدولة، بغيةَ بقاء “إخوان العثماني” على رأس الحكومة.
وقال أفتاتي، وكيل لائحة “البيجيدي” للانتخابات المقبلة بوجدة أنجاد، إن عزيز أخنوش، الذي وصفه بـ”مول البومبة”، واحد من رموز الريع في المغرب، معتبراً أن “فوز الحمامة يعني الثورة في المغرب، والذين يسعون إلى إنجاحه يبحثون عن الثورة، والتي لا يمكن توقع نتائجها”، مضيفاً أن “حزب العدالة والتنمية هو من سيفوز بولاية ثالثة ورابعة إن شاء الله”،
وأثار تصريح أفتاتي جدلاً واسعاً في الساحة السياسية المغربية، باعتباره تهديداً مباشراً لبقية الأطياف السياسية، وتحذيراً من أن انتصار أي حزب غير العدالة والتنمية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، من شأنه أن يزعزع استقرار وأمن البلاد، ويحدث ثورة، الأخيرة التي سبق لعبد الإله بنكيران أن قالها خلال زعامته لـ”المصباح”، في أكثر من مرة.
وفي تعليقه على الأمر، كتب المحامي نوفل البعمري، أن أفتاتي، “ومن هم على شاكلته، لا يعرفون أن زمن ابتزاز الدولة قد انتهى، وأن من سيتصدى لهذا المنطق هم المغاربة”، مضيفاً أن “أفتاتي لا يفهم أن الثورة الوحيد التي ستحدث هي ثورة صناديق الاقتراع على البيجيدي الذي أهلك النسل والعباد بقراراته اللاشعبية”، وفقه.
وأضاف البعمري، أن أفتاتي “لا يعي أن عقارب الزمن لن تعود لسنة 2011، لحظة الخريف العربي الذي دفع بهم لتدبير الشأن العام في لحظة كانت فيها الدولة ضعيفة، وكان مخطط التقسيم وهدم الدول على أشده”، متابعاً أن من يدعم هذا الطرح، يريدون إرهاب الدول، ولا يرون في الديمقراطية غير وسيلة لاستمرارهم في السلطة، وفي الكراسي، وأنها مجرد غاية لإنتاج تحكم خاص بهم فقط.
واعتبر أن “هذا الصوت غير ديمقراطي، للأسف، وغير مؤمن بصناديق الاقتراع، ولا مؤمن بحرية اختيارات الناس، ولا مؤمن بالتداول على السلطة والحكم، هذا الصوت يجب أن يعاقب انتخابيا، ديمقراطيا.. بإسقاطه وبإحداث تحول ديمقراطي، بانتقال ديمقراطي ثانٍ”، مختتماً: “يبدو أن العقل الانقلابي ما زال مسيطراً على أفتاتي، لكنه عقل محدود ولم يدرك تطور المجتمع المغربي”، حسبه.
تعليقات الزوار ( 0 )