خلفت افتتاحية مجلة الجيش الجزائرية، تساؤلات عدة وقراءات متنوعة لما جاء في مضمونها، نظير ما حملته من رسائل عديدة استهدفت بها المغرب، الأمر الذي دفع عددا من المتتبعين للتساؤل، عما إذا كانت الافتتاحية تعتبر بيان حرب من نظام العسكر الجزائري تجاه المملكة.
واعتبر متتبعون أن الأمر يتجاوز مجرد استفزاز، بعد أن استهدفت الجزائر المغرب مُستعملة لغة عدائية تصعيدية، مُضيفين أن عبارة ”إفشال وإحباط المناورات المفضوحة، التي عودتنا المملكة المغربية، والتي تحاكيها مع العدو الإسرائيلي” التي جاءت بالافتتاحية، تحمل لوحدها من العداء ولغة الوعيد الكثير.
حول هذا، أبرز المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، بأنه لا يمكن وصف افتتاحية شهر يناير لمجلة الجيش التي تصدرها مؤسسة “الكابرنات”، سوى بأنها بيان حرب، فالمحبرة التي صيغت بها الافتتاحية تعني الشروع في دق طبول المنازلة العسكرية.
وتابع الشرقاوي في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي، أن ما تحاول مجلة العسكر ان تقنع به الجزائريين هو بأن بلدهم يشهد تهديدات ومخاطر آتية من المغرب، وذلك بعد عودة العلاقات المغربية الاسرائيلية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن القارئ المتفحص لافتتاحية العسكر، ينتهي إلى أربع حقائق لا مفر منها، مُبرزا أن الحقيقة الأولى تؤكد أن مؤسسة الجيش هي التي تحكم فعلا في الجزائر مع بعض المظاهر التجميل، وان القرارات المصيرية كلها تطبخ في مطبخ القيادة العسكرية وبمنطق الغنيمة والحرب.
واسترسل في التدوينة ذاتها ” أما الحقيقة الثانية، فتعني أن دولة “الكابرنات” لم تعد تملك خيارات كثيرة أمام الانتصارات الدبلوماسية والاستراتيجية للمغرب مؤخرا، فلجأت كعادتها لتسويق نظرية العدو الخارجي المتربص بالجزائر الذي يحاول النيل من النجاحات الوهمية التي يحققها نظام العسكر سياسيا واقتصاديا.”
واعتبر المحلل السياسي نفسه، أن الحقيقة الثالثة، تكمن في الاهتزاز النفسي للنظام الجزائري، الذي لا يتعب من رمي المغرب بأقدح الأوصاف والاتهامات الرخيصة، وهو ما اعتبره يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن الرعب من المغرب والخوف من توجهاته الجيوسياسية التي ستعيد الكثير من التوازن الاقليمي، بلغت أهدافها وأن صياح عسكر الجزائر في افتتاحياتهم وإعلامهم يتم على قدر ألمهم.
وكحقيقة رابعة، أشار الشرقاوي إلى أن النظام العسكري الجزائري يحاول بكل الطرق، الهروب إلى الأمام من المطالب الشعبية الداعية إلى تنحي القيادة العسكرية عن الحكم، وفتح المجال أمام الدولة المدنية، وهو ما يزعج نظام شرنقيحة ويجعله يصب جام غضبه على المغرب .
وفي السياق ذاته، أفاد المتحدث نفسه، أن المؤسسات السيادية المغربية، تعلم جيدا أن عسكر شرنقيحة، لا يقدرون على خوض الحرب ولا يستطيعون تحمل كلفتها السياسية والأمنية والاجتماعية لأنهم نظام سياسي “صعلوك”، ولا يستند لأي شرعية شعبية، قبل أن يتابع “إنهم يقومون بتسويق الوهم وترويج منتوج الأزمة الداخلية الحادة وراء غطاء خطاب الحرب، ومع ذلك يجب القول إن من كتب الافتتاحية ومن أوحى بكتابتها يلعبان بالنار بشكل فج وخطير”.
تعليقات الزوار ( 0 )