Share
  • Link copied

اشتباكات عنيفة في تندوف بين عناصر أمنية جـ.زائـ.ـرية وميلـ.يشيات البوليساريو عند نقطة تفتيش تابعة للجبهة الانفصالية

كشف حادث مثير وقع اليوم على الطريق الرابط بين الرابوني ومدينة تندوف عن هشاشة كيان ما يسمى “جبهة البوليساريو”، التي بدأت تتلاشى حتى في أعين داعميها.

ويسلط الحادث، الذي تحول إلى مشاجرة عنيفة بين عناصر البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية، الضوء على العلاقة المتوترة بين الطرفين، ويكشف أن البوليساريو ليست أكثر من أداة هشة بلا وزن حقيقي في المعادلة الإقليمية.

مشهد مهين: مطاردة حافلة وانتهاء بمواجهة محرجة

وبدأ الحادث عندما أقامت ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للبوليساريو حاجزًا أمنيًا على الطريق، في محاولة لفرض سلطتها. إلا أن حافلة جزائرية رفضت الامتثال لأوامرها، مما دفع عناصر البوليساريو إلى مطاردتها.

وتحول المشهد إلى مهزلة عندما وصلت الحافلة إلى نقطة مراقبة أمنية جزائرية، حيث اندلعت مشاجرة عنيفة بين عناصر البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية.

وهذا الموقف لم يكن مجرد حادث عابر، بل هو تأكيد صارخ على أن البوليساريو لا تملك أي سلطة فعلية، حتى في المناطق التي تدعي السيطرة عليها.

فحينما حاولت هذه الميليشيات إيقاف الحافلة الجزائرية، لم يبد الركاب ولا السائق أي احترام لها، بل استمروا في طريقهم وكأنهم يرفضون الاعتراف بوجودها من الأساس.

الجزائر والبوليساريو: علاقة تكشف هشاشة الكيان

والمثير في الحادث هو رد فعل الجيش الجزائري، الذي يفترض أنه الحامي والداعم الرئيسي للبوليساريو. فبدلًا أن يدعم عناصر البوليساريو، دخل في عراك معهم، وكأنهم مجموعة خارجة عن القانون وليست “شرطة عسكرية” لكيان يدعي أنه “دولة”.

ويكشف هذا الموقف أن الجزائر لم تعد تكلف نفسها عناء التظاهر باحترام البوليساريو، بل تعاملها كأداة بالية يمكن التخلي عنها في أي لحظة.

والاشتباك الذي وقع اليوم ليس مجرد مشاجرة عابرة، بل هو مشهد رمزي لنهاية وهم استمر لعقود. فالميليشيات التي لا تحظى بالاحترام حتى من قبل رعاتها، كيف لها أن تقنع العالم بوجودها؟ حين تصبح البوليساريو في مواجهة مباشرة مع الجيش الجزائري نفسه، فإن ذلك يعني شيئًا واحدًا: اللعبة انتهت.

نهاية وهم: البوليساريو بين الواقع والانهيار

وما حدث اليوم في تندوف هو تأكيد على أن البوليساريو لم تعد تملك أي شرعية أو سلطة، حتى في المناطق التي تدعي السيطرة عليها. فإذا كانت الجزائر، التي تعتبر الحليف الرئيسي لهذه الميليشيات، لا تعترف بسلطتها وتتعامل معها بهذا الاستخفاف، فكيف يمكن للعالم أن يأخذها على محمل الجد؟

ويسلط هذا الحادث الضوء أيضًا على التناقض الصارخ في سياسة الجزائر، التي تدعم البوليساريو على المستوى الدبلوماسي بينما تتعامل معها بازدراء على الأرض.

كما يوضح هذا المشهد على أن البوليساريو ليست أكثر من أداة سياسية هشة، تستخدمها الجزائر لخدمة مصالحها الضيقة، دون أي اعتبار لحقيقة أن هذا الكيان لم يعد يحظى بأي احترام أو شرعية.

نهاية لعبة سياسية

وحادث اليوم في تندوف ليس مجرد مشاجرة بين عناصر البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية، بل هو إعلان عن نهاية وهم استمر لعقود. فالميليشيات التي لا تحظى باحترام حتى من قبل حليفها الرئيسي، كيف لها أن تفرض وجودها على الساحة الدولية؟

إن ما حدث اليوم هو رسالة واضحة للعالم بأن البوليساريو لم تعد تملك أي وزن حقيقي، وأنها مجرد أداة بالية في لعبة سياسية طويلة الأمد.

ومع انكشاف هشاشة هذا الكيان، يصبح من الواضح أن المستقبل الوحيد الذي ينتظر البوليساريو هو الانهيار التام، ليس فقط على الأرض، بل أيضًا في أذهان من كانوا يدعمونها.

Share
  • Link copied
المقال التالي