تمكن الحرس المدني الإسباني من تفكيك 3 عصابات متخصصة في تهريب المخدرات من المغرب إلى إسبانيا، ومنها لمجموعة من الدول الأوروبية، إلى جانب توزيعها في مدن المملكة الإيبيرية، عن طريق ساعي بريدٍ متواطئ مع عناصرها، الذي كان يقوم بتوزيع الطرود التي تحتوي على المواد المحظورة، على الزبناء.
وكشفت جريدة “إلباييس”، أن الضغط المتزايد للشرطة في جبل طارق، أدى إلى نزوح جزء من النشاط المرتبط بتهريب المخدرات إلى أجزاء أخرى من الساحل الأندلسي، إحداها، أشارغويا أوف ملغا، وهي منطقة ريفية مليئة بالأفوكادو، وكروم العنب التي تضم الآن أيضا، مستودعات لإخفاء الحشش، المعروفة باسم المشاتل، ومواقع لتنزيل المخدرات.
وأضافت الصحيفة أن المنظمات الإجرامية الإسبانية والدولية، اختارت المنطقة المذكورة، باعتبارها مكانا بعيداً عن الأنظار، لممارسة الأعمال التجارية غير المشروعة، غير أن الأمور لم تسر على ما يرام، بعدما اعتقال الحرس الوطني 47 شخصا، بما في ذلك عدد من القصر، وتم التحقيق مع ثلاثة آخرين في عمل منسق تم فيه تفكيك ثلاث عصابات مخصصة لتهريب المخدرات.
وأوضحت أن بعضا من أفراد العصابات، كانوا يقومون بتوزيع الكوكايين على متن شاحنة مكتب البريد، وآخر يرسل الحشيش في أقراص مع التبغ المقطوع إلى أوروبا، متابعةً شواطئ فيرجن، الت تتمتع بإمكانية الوصول المباشر إلى الطرق السريعة، ومتاهة من الطرق الرفية، وقلة تواجد الشرطة، والمشاركة المتزايدة للسكان المحلين في النشاط، سهلت مأمورية نمو تجارة المخدرات في أكساركيا في ملغا.
وتابعت، نقلاً عن مصادر من الشرطة، أن العصابة كانت تستعمل طائرة بدون طيار، لنقل المخدرات من سواحل المغرب إلى إقليم الأندلس، بالتعاون مع المنظمات النشطة في جبل طارق، والمجموعات المحلية الأخرى، التي كثفت من أنشطتها، حيث يعملون على قضاء عام في كل منطقة، ونقل المخدرات، قبل أن يحزموا حقائبهم ومعداتهم وينتقلوا إلى منطقة أخرى.
واسترسلت أن هذه العصابات، تتخذ من ملقا مقرا لها، ويتواجد عناصرها في بعض البلديات المحيطة الصغيرة، مثل أورشيز، وتوروكس، التي اكتشف الحرس المدني فيها، خريف 2020، وجود منزل مخصص لبيع المخدرات، وخاصة الكوكايين، مبرزةً أن التحقيقات أبانت عن أن المورد ورئيس منظمة التهريب، هو مدير نادي مضيفة في فيليز ملقا.
ونقلت اليومية عن الشرطة قولها، إن المخدرات كانت تنقل عبر ساعي البريد، الذي كان يرتدي الزي الرسمي وبحوزته ملصق الشركة، وكان حصل على المخدرات، ويقوم بنقلها في السيارة وتوزيعها بجرعات صغيرة على الزبناء، متابعةً أنه كان يخفي الطرود التي تحتوي على البضاعة المحظورة، بين الطرود اليومية الأخرى، حتى لا يثير الشكوك، مما سهل عليه التنقل، حتى في أوقات الإغلاق بسبب كورونا.
وأردفت أنه بعد الاعتقالات الأولى، كشف التحقيق أيضا، عن وجود عصابة أخرى كانت متخصصة أساسا في بيع الحشيش والماريجوانا في منطقة ملغا، وجرى اعتقال جميع عناصرها، كما تمكن الحرس المدني من تفكيك منظة إجرامية ثالثة، كان أعضاؤها مكرسين لاستيراد كميات كبيرة من الحشيش من المغرب ثم تصديره للبرتغال وفرنسا وإيطاليا.
وذكرت أن العصابة الثالثة، كانت تقوم بتقطيع المخدرات بآلة تكسير قوية، ثم تمزجها مع قطع التبغ، وكانت النتيجة جسما لوحيا مضغوطاً، قبل أن يتم شحنه نحو دول أوروبا، مضيفةً أن هذه العملية أسفرت عن تفتيش ما يصل لـ 25 منزلاً، وحجز 188 كيلوغراما من الحشش، وستة أخرى من حبوب الحشيش، و131 كيلوغراما من الماريغوانا، و691 غرام من زيت الحشيش، و108 غراما من الكوكايين.
إلى جانب ذلك، حجزت الشرطة الإسبانية 21 غراما من “إم دي إم إيه”، و1.4 غراماً من مادة التقطيع، وكميات كبيرة من التبغ، إلى جانب 726 نبتة للماريغوانا، وستة بنادق، وعدة أسلحة نارية، وسكاكين محظورة، و37 ألف يورو نقداً، ومجموعة من المركبات، كما تم بأمر من المحكمة، إغلاق خمس مزارع في المنطقة بمساحة 10.5 هكتارا.
تعليقات الزوار ( 0 )