لم يعد يفصل تلاميذ السنة الثانية بكالوريا، سوى عدة أسابيع عن اجتياز الامتحانات، والتي ستجرى ابتداءً من 3 يوليوز المقبل، ومع اقتراب موعدها أصبح الشغل الشاغل للعديد من المترشحين، اغتنام الوقت في مراجعة الدروس وفهما واستيعابها، من أجل بلوغ النجاح.
هكذا يستعد التلاميذ للباكالوريا
تتعدد طرق الاستعداد لاجتياز امتحانات الباكالوريا، بين من يختار الدردشات الجماعية أو الانفرادية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين من يختار السكينة والهدوء في المنزل لمراجعة الدروس، ومن خصص وقتا محددا لكل مادة من المواد المبرمجة للامتحان.
حمزة (17 سنة) تلميذ بشعبة الآداب سنة ثانية باكالوريا، يقول لـ “بناصا”، إنه تأقلم مع اضطرابات الموسم الدراسي، وبدأ التحضير للامتحان مبكرا، وحفظِ عدد من المواد خصوصاً الاجتماعيات والفلسفة.
وأوضح حمزة أنه رغم تأثير كورونا على الموسم الدراسي، إلا أنه استطاع تجاوز ذلك، ويركز على المواد التي لها معامِلات كبيرة، لبلوغ النجاح والحصول على شهادة الباكالوريا.
أما هشام، وهو تلميذ بالسنة الثانية باكالوريا شعبة العلوم التجريبية، أشار إلى أنه يحضر للمواد هو وأصدقائه عبر الدردشة الجماعية، مضيفاً أن كورونا لم يؤثر على تحصيله الدراسي، خصوصا وأن وزارة التربية الوطنية حصرت مواضيع الامتحانات في الدروس التي تم إنجازها حضوريا، قبل تعليق الدراسة وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص.
التلاميذ.. والتعليم عن بعد
مباشرة بعد أن قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تعليق الدراسة في المغرب، ضمن حزمة تدابير احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، أطلقت منظومة معلوماتية تُمكن من الولوج المجاني إلى منصة التعليم عن بعد، لمتابعة التلاميذ لدروسهم، وفي هذا الإطار استقت “بناصا” آراء تلاميذ مُقبلين على اجتياز امتحان الباكالوريا، حول النتائج التي حققتها التجربة.
ويقول فريد في هذا الصدد، شخصيا التعليم عن بعد أفضل بالنسبة لي، الدروس الآن متوفرة على موقع “منصتي”، ويمكن العودة إليها في أي وقت، وتتيح لي أيضا عدة بدائل، من قبيل دروس أساتذة غير الذين يدرسونني، بالإضافة إلى تواصل الأساتذة بشكل يومي مع التلاميذ.
من جانبه أكدت مريم، أن تجربة التعليم عن بعد لا تلائمها، لأنها تقطن بالعالم القروي، وتعاني من صبيب الأنترنيت لمتابعة دروسها بشكل لائق، مُضيفةً أن الدروس الحضورية أفضل لأنها تثبث الأفكار من خلال المناقشة والحوار وإبداء الرأي، موضحة في ذات السياق، أن هذه الإكراهات لن تمنعها من الحصول على شهادة البكالوريا.
وفي هذا الصدد، قال المختار الرحاوي موجه تربوي، في تصريح له لجريدة “بناصا”، إن تجربة التعليم عن بعد، أفرزت تفاوتا كبيراً بين التلاميذ الذين يملكون الوسائل التقنية لمتابعة الدروس، ونظرائهم من الطبقة الفقيرة، الذين تعوزهم هذه الوسائل، وأدناها “سمارتفون” الهاتف الذكي.
وأكد الرحاوي، أن رغم إعلان وزارة التربية الوطنية الولوج إلى جميع المواقع المتعلقة بالتعليم والتكوين عن بعد متاح أمام التلاميذ، فإن ذلك يطرح إشكالا كبيراً، ويحد من جدوى مجانية الولوج إلى المنصات، مبرزا في ذات السياق أن الملفات التي يستطيع التلاميذ الولوج إليها مجانا، هي الملفات المكتوبة فقط، بينما أغلب الدروس هي عبارة عن فيديوهات، لكن التلميذ لا يستطيع الاطلاع عليها، لأن خوادمها مرتبطة بـ”يوتيوب”، وبالتالي فولوجها يتطلب منه أن يكون مرتبطا بشبكة الأنترنت.
وأشار الموجه التربوي إلى أن بعض الدروس خصوصا في الشعب العلمية، تحتاج إلى شروحات كثيرة وتركيز عميق، وإجراء لتجارب علمية، مما يثبت المعلومات في ذهن التلميذ، وهذا يغيب عن تجربة التعليم عن بعد، ومن شأنه أن يؤثر على خوضهم لمباريات الولوج إلى المعاهد والمدارس العليا ذات الاستقطاب المحدود، كمدارس الهندسة وكليات الطب.
جهل بتقنيات التعلم عن بعد
وكشفت دراسة تم انجازها من طرف جامعة محمد الخامس بالرباط، من خلال استطلاع لها، أن أكثر من 70 في المائة من الطلبة لم يسبق لهم استعمال تقنيات التعلم عن بعد، ما نتجت عنه، وفق ما جاء في الدراسة، صعوبةٌ في التكيف مع نمط التعلّم المعتمد في فترة الحجر الصحي، وأبرزت الدراسة أن الأساتذة هم الأكثر جهلاً بعوالم هذه العملية، إذ أكّد 72 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع عدم استخدامهم التعليم عن بعد قبل هذه الفترة.
ويذكر أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، سعيد أمزازي، سبق و أكد أنه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير الوقائية لاجتياز امتحانات الباكالوريا في ظروف جيدة، من خلال تعقيم المؤسسات التعليمية، وتوفير الكمامات وأجهزة قياس الحرارة، واحترام التباعد الاجتماعي، حيث سيجتاز 10 تلاميذ فقط الامتحان في القسم الواحد.
تعليقات الزوار ( 0 )