شارك المقال
  • تم النسخ

ارتفاع نسبة “الرسوب” بالإعدادي.. ورئيس الفيدرالية يطالب الوزارة بإجراء بحث

بمجرد بدء مديريات وزارة التربية الوطنية في الإعلان عن نتائج امتحانات نيل شهادة السلك الإعدادي، أعرب عدد من المهتمين والفاعلين التربويين عن قلقهم من نسبة النجاح المتدنية التي سجلت بعدد من المؤسسات التعليمية. 

وفيما اعتبر بعضهم أن التعليم عن بعد خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الماضية هو المسؤول عن نسبة الرسوب الكبيرة المسجلة بالسلك الدراسي المذكور، أرجع آخرون ذلك إلى مشروع تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية. 

وحول هذا الموضوع، قال نور الدين العكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلامذة بالمغرب، إن نسبة النجاح بالسنة الثالثة من السلك الإعدادي فاقت ال 90 في المائة خلال الموسم الدراسي الفائت بعدما تم الاعتماد فقط على معدلات المراقبة المستمرة التي تعرضت ل “النفخ”، لكن خلال هذا الموسم قررت الوزارة منح كل من المراقبة المستمرة والامتحان الإشهادي نفس النسبة (50 في المائة). 

وأوضح في تصريح لجريدة “بناصا” أن بعض المؤسسات حققت نتائج “لابأس بها” لأنها اشتغلت على عتبة النجاح (10/20) لسنوات، في حين أن المؤسسات التي لم تشتغل على العتبة قبل السنة الماضية حصدت نتائج غير جيدة بعدما تم الشروع في اعتماد نفس عتبة النجاح (10/20) على الصعيد الوطني “وهنا أصبحت المسؤولية متقاسمة”، وفق تعبيره. 

وزاد متسائلا: “من الجهة التي تتحمل مسؤولية نسبة النجاح المسجلة؟ هل المؤسسة وأطرها الإدارية والتربوية هم المسؤولين عن ذلك أم الوزارة وهيئات المراقبة والتتبع؟ وهل فعلا امتحن التلاميذ في المقررات التي درسوها داخل الفصل أم أن دروس الامتحانات سجلت ضمن الدروس المنجزة دون أن تكون كذلك في الواقع؟ وهل الأسرة هي المسؤولة عن ذلك لعدم تتبع التحصيل الدراسي لأبنائها؟” 

ولفت إلى أنه “أثناء حديثنا مع الوزارة بخصوص الأطر المرجعية أطلعتنا على مجموعة من التقارير التي توصلت بها والتي تحدد نسبة الدروس المنجزة خلال الموسم الجاري، لكن هناك تلاميذ حصلوا على معدلات ضعيفة في الامتحان الإشهادي ولهم في المقابل معدلات جيدة في المراقبة المستمرة، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: لماذا هذه الهوة الكبيرة بين معدلات المراقبة المستمرة ومعدلات الإمتحان الإشهادي؟” معلقا على ذلك بالقول: “الأمور راها واضحة”. 

ولم يخف الفاعل الجمعوي ذاته رغبته في أن يصبح لنا تعليما ذي جودة، حينما قال: “نحن نريد جودة التعلمات ومسؤولية ذلك مشتركة بين مجموعة من الأطرف، من بينها المفتش والأستاذ والوزارة والأسرة”، معتبرا أن عتبة النجاح بالسلك الإعدادي المعمول بها حاليا “في صالح التلميذ وتجعل الأستاذ مسؤولا عن الدروس التي يقدمها له”.

وفيما أشار العكوري إلى أنه “في حال أن الامتحانات تمحورت حول الدروس التي تم انجازها داخل القسم فإن الفيدرالية لا تملك أي مبرر للتدخل لدى الوزارة الوصية”، أبدى اتفاقه مع تحميل عملية التعليم عن بعد خلال الموسم المنصرم جزء من نسبة الفشل الدراسي المسجلة بالسنة النهائية من السلك الإعدادي، مطالبا وزارة التربية الوطنية بإجراء بحث حول تقارير المفتشين التي توصلت بها وطريقة التدريس المعتمدة وحول ما إذا كان التلاميذ “قراو ولا مقراوش”، وفق تعبيره. 

وفيما إذا كان لقرار “فرنسة” المواد العلمية نصيب في هذا الأمر، قال متحدث “بناصا”: “قد يكون لهذا القرار دور في نسبة الرسوب التي وصفت بالكارثية لأن التلاميذ خلال سنتي الجائحة لم يتمكنوا من ضبط المواد المدرسة باللغة الفرنسية”. 

وأعلن المصدر ذاته عزم الفيدرالية التي يرأسها القيام بتحركات بهذا الخصوص خلال الشهر الجاري “لأنه من أجل التقدم يجب تصحيح ما وقع عوض السكوت عنه”، بحسب قوله.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي