تعيش عدد من جهات المملكة، على وقع ارتفاع “غير طبيعي” في درجة الحرارة، خاصة في الفترة النهارية، وذلك على عكس أغلب فصول الشتاء في السنوات الماضية، وبالتحديد في الأشهر الثلاثة دجنبر، يناير وفبراير التي تُعرف بطقس بارد في غالبية جهات المغرب.
إلى جانب الطقس الحار نسبياً، يثير ضعف التساقطات المطرية وشحها القلق في نفوس المغاربة، الأمر الذي سينعكس، وفق متابعون، سلباً على الحركة الاقتصادية في المملكة ويزيد من تأزيم وضعية الفلاحين وارتفاع الأسعار.
هذا الطقس الذي وصفه البعض بـ”الغريب” تؤكّده كذلك معطيات المديرية العامة للأرصاد الجوية، والتي لا تتوقّع تسجيل أية تساقطات سواء اليوم الأحد، أو غدا الإثنين، مشيرة إلى أن الأجواء ستكون صافية على العموم في أغلب مناطق المغرب باستثناء تشكل سحب منخفضة مصحوبة بكتل ضبابية محلية بكل من الواجهة المتوسطية والسهول الشمالية للمحيط الأطلسي.
خبراء المناخ كذلك ينبّهون إلى أنه منذ الستينيات من القرن الماضي، ارتفع متوسط درجات الحرارة السنوية في المملكة ب16، 0 درجة في العقد الواحد، وانخفضت الأمطار بأكثر من 40 في المائة، وأصبح الجفاف يهم بقعة كبيرة من التراب الوطني.
في هذا السّياق، قال محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة شفهية للإجابة على أسئلة أعضاء مجلس النواب، أخيراً، أن المغرب يعرف عجزا بلغت 61 في المائة مقارنة مع سنة عادية و47 في المائة بالنسبة للسنة الماضية.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن هذا الشح أثّر بشكل سلبي على النشاط الفلاحي وكذا نسبة ملء السدود وتوفّر الغطاء النباتي، بشكل متباين حسب مناطق المغرب، مؤكدا أن نسبة ملء السدود الموجّهة لأغراض فلاحية تبلغ 32 في المائة، غير أنه أشار إلى أنه “إذا استثنينا الغرب واللوكوس فنسبة الملء لا تتجاوز 12 في المائة”.
في المقابل، تحتفظ ذاكرة المغاربة بتساقطات مهمة عرفتها السنة الماضية 2021، خلال بداية هذا الشهر، وبالضبط أيام (ما بين 3 و8 يناير)، حيث سجّل المغرب حوالي 770 ملم موزعة على تطوان والشاون والمحمدية والدار البيضاء والرباط-سلا.
تعليقات الزوار ( 0 )