Share
  • Link copied

احتجاجاتُ العمّالِ تكشفُ المُتَسَتّرَ عنهُ في بؤرة “السمك” بآسفي

تُواصل البؤر المهنية تفريخَ الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، آخرها بؤرة معمل تصبير السمك بآسفي، الذي أسفر عن مئات الحالات المؤكدة، ما دفع السلطات المحلية إلى إغلاق المدينة من جديد ومنع الدخول والخروج منها.

وشكّلت بؤرة “السمك”، صدمةً للمغاربة قاطبةً، خاصةً أنها جاءت في سياقٍ وطنيٍّ يعرفُ ظهورَ عدد من البؤر صناعية والمهنية في كلّ من القنيطرة وطنجة والدار البيضاء والعيون، إلى جانب استمرار الحكومة في إجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي، والذي وصل لمرحلته الثانية.

وأبدى عدد من المواطنين القاطنين بمدينة “السردين”، تخوفهم من المستجدات الوبائية الأخيرة، خاصة أن منطقتهم ظلت طيلة الشهور الأخيرة شبه خالية من الفيروس كوفيد-19، قبل أن تُفجر بؤرةُ “السمكِ”، عدادَ الإصابات ليزيد عن الـ 400.

مخاوف المواطنين بآسفي، ضاعفه تزامن اكتشاف البؤرة المهنية المذكورة مع اقتراب عيد الأضحى، خاصة في ظل إمكانية قضاء العيد بعيداً عن الأسر، بالنسبة للعاملين خارج الإقليم، أو حرمان الساكنة من الخروج أيام العيد، في حال إعادة فرض الحجر الصحي، بالنسبة لساكنة المدينة.

وفي سياق الحديث عن “بؤرة” السمك، كشفت احتجاجات العمال التي سَبقتْ ظهورَ الإصابات بكورونا في معمل “التصبير”، المُتَسَتّرَ عنهُ في القضية التي أرّقت بال المواطنين المغاربة، بعد التصريحات الأخيرة لعدد منهم، والتي أكدت أن تحذيرات احتمال الانفجار الوبائي، أُطلقت منذ فترة طويلة ولكن من دون جدوى.

وأوضح عدد من العمالِ بآسفي، بأن الظروف التي كانوا يشتغلون فيها، لم تكن تراعي أي إجراءات وقائية، بالرغم من احتجاج المستخدمين على الأمر، ومطالبتهم لمسؤولي معمل “التصبير”، باتخاذ الاحتياطات اللازمة، لكن لم يتم أخد الأمر على محمل الجد إلا بعد فوات الآوان.

ووفق تصريحات العاملين في معمل “التصبير”، فقد تقدموا بشكاوي بخصوص ظروف الاشتغال غير الصحية منذ أواخر مارس، قبل أن يتطور الأمر ليخوضوا في الآونة الأخيرة، خطوة احتجاجية أجبرت مسؤولي المعمل على الاستجابة لمطالبهم وإجراء كشوفات كورونا، ليُصدم الجميع بوجود مئات الحالات المؤكدة.

وأماط تصريح آخر لإحدى العاملات اللثام عن حجم الاستهتار من قبل مسؤولي المعمل، حيث قالت:”كنا خدامين مرأة حدا مرأة محاذيين بعضياتنا.. شوية كالوا لينا بلي لجنة جاية، نزلونا كاملين، خلاو مرأة مرأة بعدوهم على بعضهم، نزلونا للاكاب مكازة كالو لينا سكتو متهضروش باش ميسمعوكمش ويسدوا المعمل..”.

وفي سياق متصل، أصدرت جمعية أطاك المغرب بآسفي، بيانا أوضحت فيه بأن وحدات تصبير السمك لم تكن تراعي “مسافات الأمان ولا ارتداء الكمامات ولا التعقمي ولا احترام العدد المسموح به”، بل أن المسؤولين لم يوفروا حتى “الماء”، “مستغلين غياب الرقابة وصورية لجن التفتيش ولهفتهم للربح فقط”، وفق المصدر المذكور.

وسبقَ لعددٍ من فعاليات المجتمع المدني والهيئات بمدينة آسفي، التحذير من انفجارٍ وبائيّ في وحدات تصبير السمك، نظرا لاستهتار المسؤولين ولامبالاتهم بالوضعية الاستثنائية التي يعرفها المغرب عبر عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، غير أن الأمر لم يلق آذان صاغية، لتُفرخ معامل “التصبير” مئات الإصابات.

وطالبت جمعية أطاك المغرب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى جانب عدد من الهيئات المحلية، بفتح تحقيق عاجل، للكشف عن المتسببين في انفجار بؤرة “السمك”، ومحاسبتهم.

يشار إلى أن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بآسفي، كانت قد عقدت عشيةَ أمس الإثنين، لقاءً مستعجلاً مع العامل، وبحضور أعضاءٍ عن لجنة اليقظة المحلية، من أجل تدارس الوضعية الراهنة التي تعرفها المدينة، وتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من تفشي فيروس كورونا في الفترة المقبلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي