ما تزال ثلاثة عائلات مغربية مهاجرة في إسبانيا تقبع رهينة للخوف والفزع بعد سقوط أجزاء من سقف منزلهم أول يوم أمس (الأربعاء) بحي أتاك سيكو بمدينة مليلية المحتلة، إذ أنه رغم نجاتهم من الإصابة إلا أن عدم وجود ملجأ آخر وضعهم أمام براثن التشرد والضياع.
وكتبت صحيفة “elfarodemelilla” بهذا الخصوص، أنه في حدود الساعة السادسة مساء يوم الأربعاء تلقى رجال الإطفاء في مليلية مكالمة تفيد بسقوط سقف في حي أتاك سيكو، مما اضطر العائلات إلى إخلاء المبنى الذي لا يزال مُغلقا بسبب عدم استقرار البنية التحتية.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، في مقال نشرته الخميس، أنّ العائلات الثلاث وجدوا أنفسهم بدون أي حل سكني من الإدارة ويطلبون الدعم للحصول على إيجار ميسور، مثل ذلك الذي كانوا يدفعونه في المبنى ذي الطراز الحديث حيث كانوا يعيشون.
وأضاف المصدر ذاته، أنّ العائلات وأطفالهم يشيرون إلى أنهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه، لأن الإدارة عرضت عليهم ليلة واحدة فقط في فندق، واضطروا إلى المغادرة في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، ولحسن الحظ، لم يصب أحد في الحادث.
تقول نادية إحدى المتضررات: “لدي ثلاثة أطفال وزوج، ومنذ التاسعة صباحاً وأنا في الشارع، ذهبت رفقة باقي المتضررات إلى مركز الرعاية الاجتماعية وأخبرتهم أنه لا يمكننا فعل أي شيء وأنه ليس لدينا مأوى، فطلبوا منا الذهاب إلى إدارة الإطفاء من أجل إنجاز تقرير لمعرفة ما يمكنهم فعله”.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في الوقت الحالي، تتوفر العائلات المغربية على تقرير من وزارة البنية التحتية والعمران، بيد أنهم في الوقت الراهن لا يمكنهم الدخول لاستعادة أغراضهم من داخل البناية، وهو ما عبرت عنه نادية بالقول: “نحن بملابس الأربعاء وطفلي يرتدي بيجاما”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، “نعلم أن هناك منازل مغلقة، فلماذا لا يفتحونها لمن يحتاجونها، أليست هذه حالة طارئة، نحن الآن في الشارع ويطلبون مني الذهاب إلى منزل مستأجر، لكن لا يمكنني دفع 600 أو 700 يورو في الشهر”.
بدورها، عاشت سميرة، وهي أم لستة أطفال وزوج، الفزع يوم الأربعاء، والحمد لله أنه لم يصب أحد، كما فقدت الجص في الغرفة التي ينام فيها صغارها وهناك أيضًا شقوق، قائلة: “ليس لدي مكان أذهب إليه، لأن أقارب زوجي ليس لديهم مكان لثمانية أشخاص”، مؤكدة، “أن الأسر المتضضرة ذهبت إلى الرعاية الاجتماعية لدون أي حل، كما أن الكثيرين يقضون معظم اليوم دون تناول الطعام”.
وقالت الصحيفة الإسبانية، إنّ أحد الاقتراحات التي قدمتها مراكز الرعاية الاجتماعية لهم هو تسليم أطفالهم إلى مركز “قطرة حليب” الصحي، وشدّدت على رفض الأسر لهذا الحل، هو ما أكدت عليه سميرة “نحن قلقون، ولا نعرف ماذا سيحدث”، وأصرت العائلات على أنها بحاجة إلى إيجاد إيجار أرخص.
وتدفع الأسر حاليًا ما قيمته 430 يورو شهريًا لمالك المنازل الذي يقطن معهم في نفس العقار. وأوضحوا أنه ذهب إلى منزل ابنته، وأنه على الرغم من توقيعه عقدًا، إلا أنه لا يريد إعادة الوديعة، وأشاروا إلى أنه ليس لديه تأمين، تردف الصحيفة.
وذهب أطفال سميرة الأكبر سنًا يوم أمس الخميس إلى المدرسة وهم يرتدون نفس ملابس اليوم السابق وتمكنوا من حمل حقيبة الظهر مع الكتب والمواد لأنهم كانوا يدرسون في مكتبة الألعاب المحلية عندما وقع الحدث. وتساءلت سميرة هل سننام الآن في الشارع؟.
نهاد، وهي متضررة أيضا، كانت تعيش في الطابق الأرضي من المبنى وفي غرفة معيشتها حيث سقط السقفان وأخبرها رجال الإطفاء أنه لا يمكن لها أن تفتح باب بيتها، حيث طوقت الشرطة المحلية مكان الحادث ليلة الأربعاء. وقالت أيضًا إنهم رفضوا اصطحاب أطفالهم إلى مركز “قطرة حليب”.
وفي مركز الرعاية الاجتماعية، سألوها عما إذا كانت تعمل وأين يوجد زوجها، فأوضحت أنه يعمل في المغرب وأنه كان المسؤول الوحيد الذي يعتني بهم، فرد موظف المركز “اذهبي للعيش مع زوجك في المغرب”، وأردفت لقد قدموا لابني الصغير وجبة الإفطار في المدرسة، لكن الابن الأكبر لم يرغب في ذلك لأنه كان يشعر بالخجل”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أنّ ممتلكات العائلات الثلاث ما زالت في الداخل، وفي الوقت الحالي ممنوعون من الدخول من طرف رجال الإطفاء، الذين أشاروا إلى أن الواجهة في حالة سيئة للغاية، كما تُكرر النساء الثلاث أنهن يطلبن المساعدة فقط للعثور على إيجار ميسور التكلفة حتى لا يضطررن إلى قضاء أي ليلة في الخارج مع أطفالهن.
تعليقات الزوار ( 0 )