صدق من قال أن ما يتكرر هو الخطأ و ليس التاريخ. فانظروا كيف جاء إعلان القاهرة بمحاولة ” كَامُوفْلاَجْ سياسي” تخص فضيحة إندحار ميليشيات حفتر التابعة لتحالف خارجي متعدد الغايات و متشابك المصالحِ. هذا التحالف الدولي الهجين الذي أصبح يبحث عن مخارج حروف التسوية السياسية ، و يصنع خطوطها الحمراء لمنع استكمال تحرير سرت و الجفرة و شرق التراب الليبي. و قد تابعنا كيف تهَجَّى معانيها المتقطعة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب الوعيد و التصعيد ، فحين نطق بتركيب الحروف أعدَم الجنرال كل الأمال التواقة إلى إحياء الدور المصري الأصيل الذي صار اليوم تابعا رهينا لتقلبات الدرهم الإماراتي و اليورو الأوروبي و سيولة المال القابل للإشتعال الذي يذكي نار الأزمة الليبية. ثم ختمها السيسي بإعلانه الحرب بالوكالة مأمورا من حلف اللئام، لأن العرب فشلوا في الخروج من حالة الشتات في التعامل مع الأخطار الداهمة و منها الأزمة الليبية.
أيا أردوغان ؛ إقرأ بيان الجامعة العربية، ستجده خاويا من إصلاح ذات البين بين الإخوة-الأعداء، و سيصدمك تناقض الفقرات دون حلول مفصلة تساير حالة التغييرات و التطورات التي يشهدها الملف الليبي. أما و هذه معركة ، فلا بد من كسبها -إذن- بإعادة تشكيل تحالف إسلامي عربي يساعد على حل الملف الليبي، و محاصرة مخططات المشاريع المشبوهة، التي اتخذت من المدخل المصري سبيلا لزعزعة شرعية حكومة الوفاق الوطني و نسف الاتفاق الموقع عليه بالصخيرات، و خلط أوراق اللعبة من جديد أمام الأطراف الليبية.
يا أردوغان ؛ ها قد لاحت تباشير التأييد الشعبي و التلاحم الإسلامي الطامح إلى معالجة الأزمة الليبية على أساس مرجعية اتفاق الصخيرات. و ها هي شرعيتكم الميدانية تفرض عليكم مسؤولية الوقوف في وجه مؤامرة اللئام، و الإستبسال في الدفاع عن الموقف الإسلامي الموحد ضد إنتهاكات علوج الحلف الهجين للتراب الليبي. ثم ها هي حالة الزيغان و التضييع العربي قد تفشت أعراضها داخل المنظومة الحاكمة في السعودية و الإمارات و مصر و الجزائر حيث عجزت هذه الدول عن تفعيل كافة الإمكانات المتوفرة و تيسيير الخروج بالقرار العربي الموحد تجاه الملف الليبي.
يا أردوغان؛ لا شكًّ في أنّنا تيار سياسي يختلف مع العديد من قراراتكم و وجهات نظركم السياسية، غير أن الواجب الأخلاقي يفرض الإنتصار لموقف إسلامي جسور تجاه الأزمة الليبية الطارئة، كي نصل إلى شرف المطالبة بميلاد تحالف إسلامي عربي يستوعب معاني النخوة و المروءة و القيادة التاريخية للموقف الإسلامي المقاوم. فمن فرط الأهوال التي تحيط بالأراضي الليبية نقبل بأثر قاعدة أخف الضررين ، و نتقبل مذكرة التفاهم بين القيادة السياسية التركية و القيادة السياسية المعترف بها لحكومة السراج، التي باتت تعطي للدولة التركية إمتياز الشراكة المشروعة في الداخل الليبي. مع شرط الحرص على استكمال بناء دولة ليبية واحدة موحدة ذات سيادة ، و صيانة إستقرارها و وحدتها، و الذود عنها أمام الأطماع الإقليمية و الدولية، التي تتزعمها فرنسا بتمويل إماراتي سعودي و إنزال مصري عدواني داخل الأراضي الليبية.
فإن كنت يا أردوغان تؤمن بالله و اليوم الآخر ، و إن كنت تحب النبي الكريم و قرآنه الزاخر ، فقد جاءتكم أمة محمد في ليبيا تستنجد من جهالة السيسي و جاهلية لعبة ماكرون ،و سلاحهما الفاخر .. فأعْقِلها يا أردوغان و توَكَّل على القهار فهو الأول و الآخر. ثم أهتف معنا: الحمد لله وحدَه ، هُوَ ينصر عبدَهُ ، هو يهزم حلف الإمارات و ماكرون و جُنْدَهُ. و لسوف يتَفرَّق القطيع، فقط أخرجوا السيف حتى يُغادِر غمدَهُ.
يا أردوغان يا أخانا في الله .. إن فرعون السيسي و ماكرون الفرنسي ومعهم باقي القناصين ، يتأهبون لموسم الصيد الليبي و هم عازمون على تقسيم ليبيا. فلم يبق بعد الله إلا إجتماع المسلمين كي تظل ليبيا دولة واحدة و لا تقسيم إلى دولتين . هيَّا إلى الأمام يا أردوغان نصر من الله و فتح قريب و جنى الجنَّتين.. تالله يا أردوغان لن نحسدكم فيما بهِ اللهُ مَنَّ عليكم !، و كيف لا ننصرُكم إن خانَكم العرب و الفرنجة حواليكم؟، فاغسلوا الرايات المُدَنسَة بالعار العربي في ليبيا و شَتِّتوا شمل حلف الانبطاح تَرِبَتْ أيديكم!.
يا أردوغان : عَجٍّل بالمُسَيَّرَة و سِرْ نحو سِرْتٍ ، إن الإخوة الجيران ليس بمقدورهم نصرة ليبيا المجاهدة ضد الأطماع الأجنبية. ها قد أغمض الجيش الجزائري عينيه عن بصائر تآخي المؤمنين و تضامن المسلمين و أسقط عهد الاتحاد المغاربي، بل ها هو يستعد بجاهلية لتصويب إحداثيات قواعده التخريبية نحو العمق المغربي، و يتخاذل عن دوره الإيماني و الإنساني في حماية أرواح الليبيين و الليبيات. ثم يدبر رافضا تقديم يد العون و المدد من أجل مصالحة مغاربية شجاعة و ذكية.
وإذا جاءك الروس ليُخادِعوك فكن عزيزا بكرامة ليبيا و كل الليبيين ، و تذكر عبق النصيحة الحكيمة أن الشجاعة تأخذ بالإنسان نحو النصر، أما التردد فيأخذه إلى الخطر ، و أما الجبن فيأخذه إلى الخسارة اليومية. و إني لمبشرك بفتح سرت و الجفرة بإذن القوي المتين !. فادخلوا ساحل الشرق آمنين، حرروا الرأس تلو الرأس و لا نامت أعين الخائنين، السيسي و بن زايد و فلول الفرنسيين، الغربان و الفرسان و جهاد الليبيين، وعد محمد و جيش المختار و العاقبة للمتقين.
فالسلام عليكم يا أردوغان ، و حيَّ على تحرير سرت و الجفرة بإذن الرحمان، أما الباقي فتحصيلُ حاصلٍ بعد أن طلب أهل ليبيا منْكم المساعدةَ على صد العدوان. أ كان ذلك من أجل مؤازرتهم ضد الضباع الظالمة و خيانات العربان ، أو لحمايتهم من حملة “الفرنجة” مثلما فعلت تركيا مع أهل الجزائر حين إستجاروا بالسلطان سليم الأول عام 1518م قصد رد إعتداءات أسطول الإسبان.
*تيار اولاد الشعب/ الاتحاد الاشتراكي
تعليقات الزوار ( 0 )