وجدت مقولة “مصائب قوم عند قوم فوائد” لنفسها حضورا منذ إعلان الحكومة المغربية عبر بلاغ لها، منع جميع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، ومنع الفنادق والمطاعم وجميع المؤسسات والمرافق السياحية من تنظيم احتفالات وبرامج خاصة بهذه المناسبة.
ويرجع سبب حضور المقولة في هذا السياق، إلى الازدواجية التي خلفها بلاغ الإلغاء، والذي كان أقرب للمصيبة لشريحة واسعة من المهنيين، الذين يرون في رأس السنة فرصة ثمينة لإنعاش تجارتهم، خاصة بعد ركود دام أشهرا بسبب الوباء.
كما كان البلاغ ذاته، خبرا سارا لشريحة أخرى، اعتادت أن تعاني كلما اقتربت احتفالات الميلاد، من بينها المواطنون المتضررون من الهرج والصخب العاليين الذين يصاحبان هذه المناسبة، ومنها أيضا رجال الأمن والإسعاف، الذين اعتادوها ليلة استثنائية لا يغمض لهم جفن فيها.
أصحاب الفنادق
نزل خبر إلغاء احتفالات رأس السنة كقطعة ثلج على أصحاب الفنادق، كما هو الحال على المُستخدمين والعاملين بها، وما إن صدر البلاغ حتى اتجهت إلى إلغاء برامجها الخاصة بالليلة، واتجه زبناؤها الذين كانوا يرغبون في قضاء ليلة رأس السنة بها إلى إلغاء الحجوزات.
والواقع، أن المنشآت الفندقية كانت تشهد خلال هذه المناسبة السنوية، إقبالا منقطع النظير، ليس من المغاربة فقط، ولكن من باقي السياح الأجانب القادمين من مختلف دول العالم.
ولو أن كل فنادق المملكة تضررت من قرار الإلغاء، إلا أنها تبقى الوجهات السياحية البارزة بالمملكة، كمدينة مراكش، المتضرر الأكبر، اعتبارا للأعداد الكبيرة التي تستقطبها كل عام.
أرباب المطاعم
لا تختلف كثيرا معاناة أرباب المطاعم عن أصحاب الفنادق، والواقع هو أنهما مترابطان بشكل كبير، كما أن هناك تداخلا بارزا بين وظيفتيهما، ما يجعلهما يتأثران بشكل مشترك ومتساو، من أي قرار للإلغاء.
وستمر ليلة رأس السنة لتجد المطاعم وحتى المقاهي موصدة الأبواب، وهي التي اعتادت أن تكون وجهة لمن يريد تناول عشاء رأس السنة وسط أجواء احتفالية، فوجدت نفسها ضحية للموجة الجديدة من فيروس كورونا المستجد.
المواطنون المتضررون من هرج رأس السنة
وجود فئة هامة من المواطنين الذين يرون في رأس السنة مناسبة احتفالية بامتياز، لا يعني غياب أخرى، تعتبر رأس السنة وما يصاحبه من هرج مجرد إزعاج إضافي، خاصة إن كان هذا الإزعاج قريبا كجار أو ملهى ليلي مجاور.
فاحتفالات “البوناني” كما يطيب للمغاربة أن يسموها، ليست بالشيء المُبهج للجميع، خاصة وإن ارتبطت بمواطنين يظلون النهار بأكمله في عملهم، ويرون في الليل فرصة للراحة والخلود للنوم، لا مناسبة للاحتفال ولخلق صخب هم في غنى عنه
رجال الأمن والإسعاف
بالرغم من أن رجال الأمن بمختلف فئاتهم، ورجال الإسعاف يعيشون حالة من اليقظة الدائمة والمستمرة، وعلى طول السنة، إلا أن هذا لم يمنع قول البعض بأن قرار إلغاء احتفالات رأس السنة، يعتبر تخفيفا لشيء من أعباء هذه الشريحة، التي لا تمر عليها المناسبة كما تمر بالبقية.
فالاعتداءات والمشاجرات الكثيرة التي تقع عادة في هذه المناسبة، تُلقي حملا ثقيلا على كل من رجال الأمن والإسعاف، الذين ينتقلون من مجرد حضور وقائي لمنع أي احتقان مُحتمل، إلى تدخلات مباشرة تنتهي بأصحابها في السجن أو في غرف المستشفيات.
هذا ولم تحِد المديرية العامة للأمن الوطني عن قاعدتها السنوية، حيث أصدرت تعليماتها لمختلف المسؤولين الأمنيين، تقضي بضرورة اتخاذ مجموعة من الترتيبات والعمليات الأمنية، استعدادا لاستقبال رأس السنة الميلادية الجديدة 2022.
تعليقات الزوار ( 0 )