بعد تيقُّن “بائعي الأكباش” من عدم إلغاء “عيد الأضحى”، وتفنيد الإدعاءات التي روجت لإلغاء الاحتفال بالعيد،عمِلت هذه الفئة على الاستعداد لاستقبال الأسر من مختلف الفئات والطبقات المجتمعية، إلا أنه وعلى بعد أيام معدودة من “العيد”،اشتكى الكسّابون من قلة الإقبال مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.
وصرّح الحاج احماد، بائع أكباش وفلاح، بطريق زعير نواحي الرباط، لـجريدة “بناصا” أن “هذه الفترة من السنة كانت تعرف إقبالا ورواجا كبيرين، فقد كنت أبيع قبل 3 أسابيع من العيد أزيد من نصف الأكباش التي أتوفر عليها، أي حوالي 300 رأس، غير أن الجائحة أرخت بظلالها ولحد الآن الإقبال قليل جدا، ولكن الحمد لله، نحمده على القليل ليعطينا الكثير من فضله.”
من جهة أخرى عزى الحاج احماد، قلة الإقبال إلى تضرر الأسر ماديا جراء الأزمة، فقال “إن العديد من الزبناء الذين أعرفهم منهم من فقد شغله جراء الجائحة، ووضعهم يحتاج إلى التضامن ومد يد العون، وأن يعطي الغني الفقير، وذو الذخل المتوسط أيضا مما يستطيع، وكلٌّ حسب استطاعته”.
وزاد احماد، “وبدوري سأعمل على منح عدد من الأضحيات لأرملات وأسر معوزة، لكي أساهم ولو بالقليل في إسعاد أطفال صغار ألِفوا شراء أضحية بالعيد وتعذّر عليهم هذه السنة، كما أدعوا جميع الكسابة وبائعي الأكباش بأن يقوموا بالمثل ليُيَسّر الله لهم ويضع البركة في أرزاقهم، رغم أننا متضررون لكن ليس بوطئة من فقد عملا يعيل به أسرة بأكملها …”
ومن جانب آخر تعرف الأسواق الأسبوعية، كسادا في حركة الإقبال على اقتناء الأضاحي ووتيرتها الحالية، قياسا مع مثيلاتها في السنوات الفارطة، كانت تتسم بالإقبال المرتفع، ووفرة الطلب على الأضاحي.
وتماشيا مع ذلك ساهم ضعف الإقبال على اقتناء الأضاحي في انخفاض الأثمنة،مقابل تضرر الكساب بفعل تداعيات الموسم الفلاحي الذي تميز بقلة التساقطات، وارتفاع أثمنة الأعلاف من شعير وذرة، وكذلك التبن، الذي وصل ثمن الوحدة منه إلى مبلغ 35 درهما، في حين فاق ثمن الفصة 50 درهما، حيث سيظل بذلك الكساب أكبر متضرر، أما الأثمنة فستكون في المتناول بالنسبة للأسر.
هذا وقد أعلنت وزارتا الداخلية والفلاحة في المغرب اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية الإضافية في إطار الاستعدادات للاحتفال بعيد الأضحى، وذلك لضمان الظروف الصحية المناسبة في سياق جائحة كوفيد-19.
وأوضح بلاغ للوزارتين أنه “في سياق الظروف الحالية لجائحة كوفيد-19، وإضافة لتدابير رصد وتتبع الحالة الصحية للماشية وشروط الصحة والنظافة، وجب التأكيد على مراعاة تدابير وقائية إضافية في سياق هذا الوباء على مستوى جل مراحل السلسلة”.
وفي هذا الإطار، أعلن المصدر ذاته اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتي تشمل “إصدار دليل الإجراءات الصحية الوقائية ضد كوفيد-19 الواجب تطبيقها يوم العيد، خاصة من طرف الجزارين، والتدابير التنظيمية التي يجب تنفيذها في أسواق الماشية المخصصة لعيد الأضحى” و”إحداث أسواق مؤقتة إضافية لتعزيز الأسواق الموجودة خلال فترة عيد الأضحى”.
ينضاف إلى ذلك “تعزيز تدابير المراقبة على نقل الماشية المخصصة للعيد في جميع أنحاء التراب الوطني”، و”توسيع نطاق الإجراءات الصحية لتشمل المهن الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى وذلك حفاظا على فرص الشغل المحدثة بهذه المناسبة”.
وأبرز البلاغ أن جميع المصالح المختصة للوزارتين “تظل معبأة لمواصلة التحضيرات الضرورية لضمان تنفيذ التدابير الضرورية والامتثال للشروط الصحية اللازمة من أجل حسن سير الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك في سياق جائحة كوفيد-19 وبتنسيق تام ووثيق مع جميع القطاعات والمؤسسات والجماعات والمنظمات المهنية المعنية”.
الحكومة طبعا ستنفد خطتها وحتى تثبث أنها حكومة متعاونة مع المواطن ستترك الدعم إلى أن يقترب موعد شراء الاضحيات وستصرف الدعم كما لو أنها تعاونت مع المواطن لشراء الاضحية وهذا خطأ لأن هذا التأخير يثبث ذلك