صرح الناطق بإسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة بأن كل قصف إسرائيلي جديد على منازل المدنيين دون إنذار مسبق سنقابله بإعدام أسير إسرائيلي.
خطوط الهاتف بين رؤساء عدد من الدول العربية والإسلامية أصبحت ساخنة غير أن سخونتها سترتفع أكثر مع تصريح أبو عبيدة الأخير الذي هدد إسرائيل بإعدام الرهائن الإسرائيليين إذا لم يتوقف القصف العشوائي على قطاع غزة.
عندما يتعلق الأمر بأرواح جنود أو مواطنين إسرائيليين يستنفر العالم كل أجهزته ويتحرك رؤساء الدول العربية والإسلامية والغربية والاوروبية مثل خلية نحل لإنقادهم من الهلاك.
الاتصالات الهاتفية بين رؤساء وأمراء وملوك قطر وتركيا والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة لن تتوقف مادام أن هناك أسرى اسرائيليين تهدد حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية بإعدامهم، ومن غير المستبعد أن يشرع هؤلاء الرؤساء في القيام بوساطات مباشرة مع قيادات الصف الأول من حركة حماس من أجل بحث صفقة لتحرير الأسرى الإسرائيليين الذين يوجدون لدى حماس في قطاع غزة.
في ظل هذه الاجواء يبقى هاتف إيران وحده الذي يغرد خارج السرب ومن غير المستبعد أن تكون غرفة عمليات حركة حماس موجودة في طهران أو في جنوب لبنان الذي بدأت جبهته العسكرية تشتعل مند يوم أمس.
الشروع في تنفيذ عمليات إعدام الرهائن الإسرائيليين، ونقل مشاهد ذلك بالصوت والصورة للعالم، وفق ما أعلن عنه الناطق بإسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أسوأ فخ يمكن لحركة حماس السقوط فيه، لأنها بهذا الفعل ستضفي على نفسها وصف التنظيم الإرهابي، وهذا ماترغب فيه إسرائيل وحلفائها الذين يصنفون حركة حماس كتنظيم إرهابي.
لا شك أن الحرب خدع، ومناورات، وتكتيكات، ولكن اللجوء إلى إعدام الأسرى، وبث ذلك بالصوت والصورة كرد فعل على المجازر التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، يعني أن حماس تدين نفسها بنفسها.
إسرائيل تسيطر على أغلب وسائل الإعلام الدولي، وتتحكم في مراكز قرار دولية كثيرة، وأي هفوة من طرف فصائل المقاومة الفلسطينية، ستستغلها تلئبيب بمعية حلفائها أبشع استغلال، لارتكاب مجازر أبشع مما ترتكبه الآن في قطاع غزة من خلال عمليات القصف الجوي المدمر.
الخيارات الداعشية في تدبير الحرب مع إسرائيل
لا تخدم أجندة المقاومة الفلسطينية على الإطلاق، بل تعطي هدايا مجانية للغرب من أجل تبرير جرائم إسرائيل ضد الإنسانية،وفي نفس الوقت تزيد من عزلة فلسطين في المجتمع الدولي.
هل كانت حركة حماس ومعها جمهور المقاومة الفلسطينية ينتظرون من الجيش الإسرائيلي رمي قطاع غزة بالورود؟
لقد كان واضحا من الوهلة الأولى، أن إسرائيل سترد بقصف انتقامي مدمر، لأن هدفها الوحيد هو الحفاظ على ماء وجه جيشها، الذي تم التنكيل به يوم 7 أكتوبر من طرف مقاتلي حركة حماس.
إسرائيل تهتم بصورة جيشها في المجتمع الإسرائيلي، أكثر من إهتمامها بحقوق الإنسان في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، وهي دولة مارقة بكل ما للكلمة من معنى، ولا تهتم بالقانون الدولي الإنساني على الإطلاق.
إسرائيل كيان دولي ينظر لنفسه بأنه فوق كل الكيانات الدولية الأخرى، وفوق القانون الدولي، وفوق الأمم المتحدة بكل هيئاتها من الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن.
كيان متعجرف ومتكبر يرى في شعبه بأنه شعب الله المختار، من الطبيعي جدا، أن ينظر لباقي الشعوب كحيوانات، وقطيع، وإرهابيين.
دخول حزب الله على خط المواجهة العسكرية إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية هو السبب الوحيد الذي يمكن له دفع إسرائيل إلى وقف عربدتها العسكرية في قطاع غزة لأنه من الصعب عليها فتح أكثر من جبهة عسكرية في نفس الوقت.
هذا السيناريو وفق تقديرات عدد من الخبراء العسكريين وارد جدا، وفي حال وقوعه، سيتغير الموقف الأمريكي والاوروبي كليا مما يحدث الآن في غزة من قتل ودمار وخراب بغطاء دولي.
حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبقى رهينا بتغيير بنيوي على مستوى طبيعة النظام العالمي السائد اليوم لأن الاقطاب الكبرى في هذا النظم مثل أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا تخدم أجندة إسرائيل وتنساق وراء رغباتها وتبرر كل جرائمها ضد الإنسانية بل وتقدم لها السلاح وتوفر لها كل حاجياتها العسكرية لفرض سيطرتها بالمنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )