جرى، أمس الجمعة بوجدة، إطلاق مشروع لمحاربة العمى الناجم عن اعتلال الشبكية السكري في جهة الشرق، الذي يندرج في إطار برنامج “سايتفورست” الذي تشرف عليه “الجمعية الدولية للأندية الليونس”.
ويهدف هذا المشروع، الذي انطلق بمناسبة اليوم العالمي للسكري خلال لقاء عقد في كلية الطب والصيدلة بوجدة، إلى تجهيز وتكوين وتعزيز قدرات المستشفيات في جهة الشرق في مجال علاج اعتلال الشبكية السكري.
وبالمناسبة، أبرز كريم الصقلي، الحاكم السابق لنادي “ليونس” الدولي – المغرب منسق مؤسسة أندية الليونس الدولية، أن الأمر يتعلق أيضا بتعزيز عرض الرعاية الصحية الجيدة للعيون والعلاج المجاني في جميع أقاليم جهة الشرق، التي تسجل أكثر من 150 ألف مريض بالسكري وأكثر من 60 ألف حالة من اعتلال الشبكية السكري.
وأضاف أن المشروع يتكون من أربع محاور تهم الوقاية والتحسيس، والتكوين، والتزود بالمعدات ضمنها 10 أجهزة “ريتينوغراف”، وثلاثة أجهزة للتصوير البصري المقطعي التوافقي، وخمسة أجهزة لايزر متعدد النقاط، بالإضافة إلى الإشراف والتقييم.
وتمت بلورة هذه المبادرة من قبل أندية الليونس بالتعاون مع العديد من الشركاء، مثل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومجلس جهة الشرق، ووكالة الجهة الشرقية، والمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة.
وبالمناسبة، أكد حاكم نادي “ليونس” الدولي (منطقة 416 المغرب)، السيد محمد أفيلال، أن هذا المشروع ثمرة جهود مشتركة لنحو سنة بين مختلف الشركاء، مما تطلب ميزانية إجمالية تبلغ نحو 6 ملايين درهم، ممولة من قبل مؤسسة أندية الليونس الدولية (نحو 4 ملايين درهم)، ومجلس جهة الشرق (مليون درهم) ووكالة الجهة الشرقية (مليون درهم).
وأبرز أن هذه المبادرة تهدف إلى استكمال تجهيزات قطاع الصحة ومساعدة سكان الجهة، لا سيما الفئات الهشة، من خلال منحهم الفرصة للولوج إلى الخدمات الطبية والجراحية التي كانت صعبة ونادرة.
من جهته، قدم خليل الهاشمي الإدريسي، فريق الريادة العالمي بـ”ليونس” المغرب – الحاكم السابق لنادي “ليونس” الدولي، لمحة عامة عن برنامج “سايتفورست” الذي لعب، منذ سنة 1990، دورا أساسيا في استعادة البصر وتحسينه والحفاظ عليه لملايين الأشخاص حول العالم.
وتم تخصيص أكثر من 372 مليون دولار في إطار هذا البرنامج من أجل تمويل 1398 مشروعا في 117 بلدا، مما مكن، على الخصوص، من إنجاز 9.6 مليون عملية لتصحيح اعتلال عدسة العين لاستعادة البصر، وبناء وتوسيع وتجهيز 1351 مركزا لطب العيون ومعاهد للتكوين، وتكوين 2.3 مليون متخصص في طب العيون والصحة.
واعتبرالهاشمي الإدريسي أن نوادي الليونس تقوم بتدبير مشاريع “سايتفورست” بالتعاون مع المصالح الصحية المحلية والمتخصصين في طب العيون ومؤسسات أخرى، عبر المشاركة بنشاط في إدارة المشاريع.
وأوضح أن نوادي الليونس تقوم بذلك من خلال تبني استراتيجيات مختلفة، ضمنها تقديم خدمات طب العيون، وتكوين المتخصصين في طب العيون والموظفين المكلفين بالتدبير، وتحسين البنية التحتية الحالية لأنظمة طب العيون، وتعزيز الولوج إلى التعليم وإعادة تأهيل الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر.
وتميز هذا الحفل بتقديم عروض حول عدة مواضيع، من بينها “مرض السكري: آفة وطنية وعالمية”، و”اعتلال الشبكية السكري، السبب الأول لعمى لا رجعة فيه”، و”الذكاء الاصطناعي واعتلال الشبكية السكري”، و”التطبيب عن بعد واعتلال الشبكية السكري”.
وجرى هذا اللقاء بحضور، على الخصوص، والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد، السيد معاذ الجامعي، ونائب رئيس جماعة وجدة، السيد عمر احجيرة، والمدير العام لوكالة الجهة الشرقية، السيد محمد امباركي، والمدير الجهوي للصحة، السيد عبد المالك كوالا، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )