Share
  • Link copied

إطلاق أمزازي لاسم صلاح الدّين الغماري على مؤسسة تعليمية تضع الوزير في قلب العاصفة

أثار إطلاق سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، اسم الراحل صلاح الدين الغماري، على مدرسة ابتدائية بمدينة مكناس، الجدل، حيث اعتبره عدد من الفاعلين التربويين، محاولة منه لكسب النقاط الانتخاببية، خصوصاً أنه جاءت قبل شهور قليلة عن الاستحقاقات التشريعية.

وعن الموضوع، قال الأستاذ الجامعي يحيى اليحياوي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “مدرسة باسم صلاح الدين الغماري رحمه الله.. وليكت.. لكن الراحل لم يكن رجل تعليم تخرجت على يده الأجيال، ولا استشهدت الكتب المدرسية بنصوص ألفها، تستوجب تذكير التلاميذ بفضله، من خلال إطلاق اسمه على مؤسسة تأتمن على قيم النشء”.

وأضاف بأن الراحل “لم يطبع المشهد الإعلامي بأعمال كبرى تستوجب إطلاق اسمه على مدرج، وإلا لباتت مدرجات المعاهد بعدد خريجيها الذين رحلوا، أو بعدد من يطلون علينا يوميا من على استوديوهات التلفزيون أو محطات الإذاعة، ولا زالوا ينتظرون؟”، مردفاً: “ثم إن عملية تغيير اسم المدرسة أمر غير سليم في حد ذاته، إذ أيا نا تكن التسمية القديمة، فلها حرمتها هي الأخرى، ولها رمزيتها وبها جزء من الذاكرة”.

وتساءل اليحياوي: “ثم لماذا في هذا الوقت بالتحديد، والرجل لم يمض على مماته إلا بضعة شهور؟ ما الحكمة؟ ما الرسالة؟ هل ثمة من داع واحد، واحد فقط، يبرر العجلة في إطلاق اسم الرجل، فيما لم يتم الانتباه لعشرات من الكبار قضوا، ولم يلتفت لهم أحد، لا بل تم التنكر لهم بالجملة والتفصيل؟ ألم يكن من الأسلم والأكثر قبولاً إطلاق اسمه على أحد استوديوهات القناة الثانية مثلا حيث كان يعمل”.

وواصل الأستاذ الجامعي في التدوينة نفسها، ألم يكن من الأسلم والأكثر قبولا إطلاق اسمه على فوج من مدارس التكوين الصحفي؟ لست هنا بصدد التحامل على سيرة رجل كان وقضى.. أبداً.. أنا أقول فقط بأن الذين أرادوا تكريم الراحل، لا يعرفون معنى التكريم، فإذا بهم عوض أن يكرموه، أساءوا إليه من حيث لم يحتسبوا”.

ومن جانبه انتقد عبد الوهاب السحيمي، الفاعل التربوي، وعضو المجلس الوطني لتنسيقية موظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، بشدّةٍ تسمية المؤسسة باسم صلاح الدين الغماري، معتبراً بأن الأمر جاء من أجل الركوب السياسي وتحقيق نقاط انتخابية، على حسابه السمعة الطيبة للإعلامي الراحل.

وقال السحيمي في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “اتركوا المرحوم صلاح الدين الغماري فالتيقار. اتركوه يرقد في قبره بسلام”، مردفاً: “نحن مع تسمية المؤسسات التعليمية وغيرها باسمه، ولكننا ضد توظيف اسمه وسمعته الطيبة للركوب السياسي ولتحقيق النقاط الانتخابية !”.

وأضاف السحيمي منتقداً أمزازي: “ملي تتنفخك بعض المنابر الإعلامية المحسوبة على مجموعة معروفة، وتتولي تعتاقد أنك بوحدك مضوي البلاد، والكارثة أن بعض هذه المنابر منحتك صفة شخصية السنة وعندما نبحث عن الإنجازات التي بناء عليها منحت هذه الصفة، لا نجد إلا الأصفار والضباب، بدليل أن جميع الفئات التعليمية مقبلة على إضرابات مفتوحة شهر مارس المقبل”، حسبه.

وردّاً على من يعتبر أن الوزير استطاع ضمان استمرارية البيداغوجية في سنة صعبة، يقول الفاعل التربوي: “البيداغوجية مستمرة في ليبيا اللي فيها الحرب، ومستمرة في تونس التي تعيش أزمة سياسية منذ أكثر من سنة، ومستمرة في الجزائر حيث الحراك وكورونا والرئيس مريض في ألمانيا، ومستمرة في موريتانيا، يعني، لا يمكن أن نعتبر أن مجرد استمرار البيداغوجية إنجاز”.

وتابع الفاعل التربوي، انتقاداته اللاذعة للوزير، بأن السؤال الحقيقي “هو بأي طريقة وبأي شكل وبأي مستوى البيداغوجيا مستمرة في المغرب؟ واش البيداغوجيا مستمرة بالتعليم بالتناوب حيث المتعلم يدرس فقط نصف ومنه المدرسي؟ أم مستمرة بالتعليم الذاتي اللي في التلفزة؟ أم بالتعليم عن بعد اللي لم يعد يصدق وجوده حتى الوزير نفسه؟”.

واسترسل: “طيب، كاين اللي غادي يقول وما المعمول؟ شنو ممكن يدير الوزير راه الجائحة هادي والظروف صعبة؟ غادي نقول ليه: هاد الكلام كان ممكن نتفهموه خلال أشهر مارس وأبريل وماي من السنة المنصرمة، أما اليوم وقد مرت حوالي سنة من ظهور أول حالة كورونا في المغرب، لم يعد هناك أي مجال لمثل هذه المبررات”.

وواصل السحيمي في التدوينة ذاتها: “أنا بغيتكم تعطيوني غير إجراء مادي وحيد، يعني ملموس على الأرض، داروا الوزير منذ تعليق الدراسة يوم 16 مارس 2020″، مضيفاً: “ما سمته الوزارة التعليم عن بعد، صرفت عليه الأسر والأساتذة، إجراءات آخر السنة تجند لها جميع الأساتذة، الدخول المدرسي أنجحه عموم الأساتذة والإداريين.. عطيوني إجراء وحيد دارو الوزير كل هذه المدة”، ودائما وفق تعبير الفاعل التربوي.

وأردف السحيمي متهكّماً: “أه نسيت، عطانا الوزير البلاغات والتصريحات والإكثار في ترديد عبارة: الوزارة قامت بعدد من الإجراءات”، مسترسلاً: “عطانا الوزير العصا في اليوم العالمي للمدرس، نعم عطانا العصا لأن المكان الذي عنفنا فيه محسوب على الوزارة، ولا يمكن دخول عناصر القوة العمومية إليه دون إذن من الوزير شخصيا”.

وزاد الشخص نفسه: “عطانا الوزير تصريحات أعلن عبرها تنصله من كل الاتفاقات التي أبرمتها وزارته مع النقابات ومع الفئات المتضررة.. عطانا قرارات همت الاقتطاع القياسي من أجورنا الشهرية.. عطانا إجراءات همت إقبار الحوار القطاعي والتنصل من كل الوعود والاتفاقات بعد جهد كبير جدا قام به الأساتدة لإنجاح موسمين دراسيين في ظروف تعتبر الأصعب في تاريخ الإنسانية”، مختتماً تدوينته: “الله يرحم صلاح الدين الغماري ويرزق أهله الصبر والسلوان”.

وكان أمزازي، قبل يومين، على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، عن تغيير اسم لمدرسة ابتدائية بمكناس، من “المدرسة الإسماعيلية”، إلى “مدرسة صلاح الدين الغماري”، وذلك “تذكاراً واعترافاً وتقديراً للمسيرة المهنية لهذا الصحفي؛ كواحد من الشخصيات التي ساهمت في إثراء الحقل الإعلامي ببلادنا”، حسب ما جاء في بلاغ الوزير.

Share
  • Link copied
المقال التالي