Share
  • Link copied

إصدار جديد عن البلاغة والفلسفة في أعمال الجابري

عن دار العين للنشر بالقاهرة، صدر كتاب البلاغة والفلسفة في أعمال الدكتور محمد عابد الجابري للباحث الدكتور ادريس جبري، في طبعته الأولى أواخر سنة 2020، من تقديم الباحث عماد عبد اللطيف.

ويعد هذا الكتاب المحطة الثالثة ضمن المشروع الفكري للدكتور ادريس جبري، فرغم ما راكمه الباحث في مجال البلاغة والسميائيات من أبحاث ودراسات في مجلات علمية وطنية وعربية، إلا أن إغراء الفلسفة يواصل الاستئثار بعمل الباحث ويقوده نحو مواصلة الحفر في منطقة الالتباس بين البلاغة والفلسفة.

فقد أفرد عمله العلمي الأول لمقاربة سؤال الحداثة في المشروع العلمي لمحمد عابد الجابري (سؤال الحداثة في الخطاب الفلسفي لمحمد عابد الجابري، دار فالية 2015)، بينما خص الثاني بمتابعة سؤال البلاغة في المشروع العلمي للدكتور محمد العمري (سؤال البلاغة في المشروع العلمي لمحمد العمري نحو بلاغة عامة، منشورات مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، 2019)، ليفرد عمله الثالث للجمع بين الخطابين في تركيبة فريدة.

فالبلاغة العامة صارت هذه المرة وصفة وآلية من آليات تحليل الخطاب الفلسفي للأستاذ محمد عابد الجابري، ليحقق الباحث بذلك معادلة صعبة يتم من خلالها تجريب الأسس الإبيستيمولوجية للبلاغة العامة، و شبكتها المصطلحية وأجهزتها المفاهيمية في مقاربة خطاب فلسفي تنصل من البلاغة ليسقط في أحابيلها. فالكتاب يرصد عبر أدوات البلاغة العامة الوجه الآخر لمشروع الدكتور محمد عابد الجابري، خاصة ما يتصل بمقاربته للخطاب القرآني في رباعيته الأخيرة والتي كشف الباحث ادريس جبري عن الحضور القوي للبلاغة وتشغيلها بجناحيها التخييلي أو الحجاجي في قراءة وتحليل الخطاب القرآني، وهو ما يثبت التلازم القوي بين البلاغة والفلسفة بعيدا عن كل أشكال الاستهجان والاستبعاد.

فالحضور القوي للبلاغة واضح في الاتجاهين، فالباحث ادريس جبري مسلح بالبلاغة العامة كمرجعية فكرية تشبع بأسئلتها وعمق الحفر في مساراتها بعد مقاربته لسؤال البلاغة العامة في المشروع العلمي للدكتور محمد العمري، وحاضرة بالتالي في مساءلته للمشروع الفكري للأستاذ محمد عابد الجابري، ويكفي تأمل فهرس الكتاب لنسجل بقوة حضور الشبكة المصطلحية للبلاغة العامة (البلاغة، الخطابية، المستمع، الحوار، الاختلاف، الخطابة، المغالطة، الإقناع، الحجاج، الأصول والامتدادات، الاحتمال، التأثير، الإقماع، التداول…).

إن هذه المقاربة البلاغية للخطاب الفلسفي لأشهر فلاسفة العرب في العصر الحديث، تعتبر لحظة مفصلية وتحديا استطاع الباحث دخول غماره ليفتح بذلك أمام البلاغة بابا جديدة لارتياد آفاق مغايرة في مقاربة الخطاب الفلسفي، وهي لحظة أيضا لتصحيح الوضع الملتبس بين البلاغة والفلسفة، ولتكريس فكرة التكامل والتلازم بين البلاغة والفلسفة.

Share
  • Link copied
المقال التالي