وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة بأنها الأطول والأكثر تكلفة في تاريخ إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب بادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وقال سموتريتش لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “نخوض أطول حرب وأكثرها تكلفة في تاريخنا. بدون النصر لا يوجد أمن، وبدون الأمن لا يوجد اقتصاد”.
ولم يذكر سموتريتش تقديرا للتكلفة الراهنة ولا المستقبلية للحرب. لكن في سبتمبر الماضي، قالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية إن تكلفة الحرب على غزة تتفاقم بشكل كبير، والجيش رفع تقديراته الإجمالية من 130 مليار شيكل (36.7 مليار دولار) إلى ما بين 140 و150 مليار شيكل (حوالي 39.5-42.4 مليار دولار).
ومنذ قيامها عام 1948 على أراضي فلسطينية محتلة، لم يسبق أن خاضت إسرائيل حربا طويلة كما تفعل في غزة حاليا، ما يلقي بتداعيات سلبية على الاقتصاد والجيش نفسه في ظل اعتماده الكبير على قوات الاحتياط.
وبالفعل خفضت مؤسسات اقتصادية دولية عدة مستوى التصنيف الائتماني لإسرائيل خلال الأشهر الماضية، ما يشير إلى تراجع الاقتصاد.
لكن سموتريتش زعم أن “الاقتصاد في وضع أفضل بكثير مما كنا نتوقع”.
ويدعو سموتريتش، زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، إلى الاستيطان في غزة وإقامة حكومة إسرائيلية عسكرية فيها، إضافة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
يدعو إلى الاستيطان في غزة وإقامة حكومة إسرائيلية عسكرية فيها إضافة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة
غير أنه زعم أيضا أن “هناك إجماع على أهداف الحرب، وإقامة مستوطنات في غزة ليس جزءا منها، رغم أنه مهم للأمن”.
وأقامت مؤسسات وناشطون ومسؤولون إسرائيليون في الأشهر الأخيرة فعاليات، بعضها بمحاذاة غزة، للدعوة إلى إنشاء مستوطنات في القطاع الفلسطيني.
ووجَّه سموتريتش اللوم إلى الجيش الإسرائيلي لرفضه تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال: “حقيقة أن الحيش يرفض تحمل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة هو (…) جزء كبير من السبب في أن المختطفين لم تتم إعادتهم بعد”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأضاف: “إذا كان هذا هو المطلوب لضمان الأمن، فلا أخشى أن نكون بديلا للحكم في غزة لفترة من الوقت للقضاء على حماس”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، عن مسؤولين في الجيش إن تولي مسؤولية توزيع المساعدات يعني البقاء الدائم في غزة وإقامة حكومة عسكرية.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع حرمان متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وإضافة إلى الحرب على غزة، تشن إسرائيل منذ 23 سبتمبر الماضي حربا على لبنان، كما تتبادل هجمات مع إيران وتنفذ غارات جوية على اليمن وسوريا من حين إلى آخر.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي عربية في فلسطين ولبنان وسوريا، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
(الأناضول)
تعليقات الزوار ( 0 )