كشفت تقارير إسبانية، أن حكومة مدريد، تسعى إلى تسريع المصالحة مع المغرب، خوفا من عودة تدفقات المهاجرين إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وإلى سواحلها، في ظل التوقعات التي ترجح أن تشهد الشهور المقبلة، موجات هجرة غير شرعية جديدة، بسبب تداعيات جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت صحيفة “لاراثون”، إنه، وبالرغم من كثرة شبكة المصالح مع المغرب، إلا أن قضية الهجرة هي حاليا في صميم اهتمامات السلطات الإسبانية، بسبب التوقعات التي تشير إلى موجات جديدة من المهاجرين في الشهور المقبلة، الناتجة عن تدهور الأوضاع الاجتماعية في المغرب التي خلفتها تداعيات الجائحة، وإغلاق معابر سبتة ومليلية، إضافة لتنامي عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في منطقة الساحل.
وأوضحت أن مخاطر تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بسبب ارتفاع أسعار القمح قبل رمضان، والزيادة المتوقعة في ضغوط الهجرة على المدى القصير، دفعت إسبانيا إلى الإسراع في المصالحة مع الرباط، وهو ما أكده بيانا تجاوز الأزمة، اللذان شددا على “العزم على مواجهة التحديات المشتركة معًا، لا سيما التعاون في إدارة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بروح من التعاون التام”.
واسترسلت أن إسبانيا، تعلم أنه سيتعين عليها التعامل مع الوضع، وتخشى أن تكون بمفردها مرة أخرى، مع زيادة تدفقات الهجرة في أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا. متابعةً أنه ليس من المستغرب أن تكون واقعة دخول 10 ألاف شخص إلى سبتة المحتلة، في ظرف 48 ساعة، بعد تغاضي السلطات المغربية، أقوى تذكير في هذه اللحظات، بالعواقب التي قد تواجهها الحكومة.
ونبهت إلى أن قرار دعم خطة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، يتزامن مع زيادة الهجرة في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية. فقد كان الوضع متوترا جدا في مليلية مؤخرا، حيث حاول العديد من الشبان من إفريقيا جنوب الصحراء (حوالي 4000 شخص)، بداية الشهر الحالي دخولها، عبر عدة محاولات، تمكن 900 منهم من الوصول إلى الثغر.
وفي المقابل، توضح الصحيفة، أن المجهول حاليا، هو معرفة عواقب ما قد تقوم به الجزائر العاصمة، التي تنفي أن تكون حكومة سانشيز قد أبلغتها بتغير موقفها قبل إعلانه، وتصف الأمر بـ”الخيانة الثانية”، قبل أن تسحب سفيرها بمدريد من أجل التشاور، الأمر الذي قد يشكل بداية لمجموعة من الإجراءات التي يمكن أن يتخذها “قصر المرادية”.
أكثر ما يقلق في الأمر، تردف الصحيفة، هو انقطاع إمدادات الغاز من الجزائر إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، فالبلد الشمال إفريقي لا يفتقر إلى عملاء في سياق العقوبات ومقاطعة روسيا، غير أنها في المقابل بحاجة إلى بيع غازها من أجل تعويض الزيادة في الأسعار الأخرى في سياق سياسي واقتصادي معقد، كما أنه يمكنها استعمال ورق الضغط بالمهاجرين أيضا.
تعليقات الزوار ( 0 )