Share
  • Link copied

“إساكن”.. بلدةٌ بمؤهلات طبيعية ساحرة تأملُ التفاتة المسؤولين لتصبح قبلة سياحية

تُعرف وطنيا بأنها عاصمةُ نبتة “الكيف”، نظرا للانتشار الواسع لحقولها وامتهان أغلب سكان المنطقة لزراعتها، في ظل غياب أيّ بديلٍ اقتصادي بها. تنتشر بمحاذاتها، أراضٍ واسعةٌ مخضرةٌ بـ”البلدية”، وأحياناً “الرومية”، تُشتهر بـ”كتامة”، وهو اسم الدائرة التي تنتمي لها، غير أن المنطقة بعينها، تدعى محليا بـ”إساكن”، وهي تبعد عن مدينة الحسيمة بحوالي 120 كيلومتراً.

تتوفر إساكن على العديد من المؤهلات الطبيعية التي تجعل من المنطقة، مكاناً جذاباً للسياح، طول فصول السنة، ولاسيما خلال الشتاء والربيع، حين تتزين السهول، بلونها الأصفر المميز، أو خلال الفترة التي تتوشح أشجار الصنوبر والأرز المنتشرة على السفوح والجبال، اللون الأبيض، وحتى فصل الصيفِ، لا يُؤثر عليها، باعتبار أن أغلب غطائها النباتيّ دائم الاخضرار.

على مقربةٌ من إسكان، يوجد “لوطا”، ومعناها الأرض المنبسطة، تمتد على مساحة مهمة تصل إلى 90 هكتاراً، وتسمى أيضا بالسهل الأصفر، نسبة إلى الزهور ذات اللون الأصفر، التي تنمو به، خلال فصل الربيع، مانحةً للمكان منظراً خاصّاً، وكأنه سجّادٌ وُضع لتقف فوقه أشجار الصفصاف والأرز الشاهقة، التي تسرّ الناظرين، وتسحر عيونَ العابرين.

العديد من المناظر الطبيعية التي تتوفر علها إساكن، والمناطق المجاورة لها، تجعل الشخص يعتقد أنه في السهول الهولندية، أو في غاباتٍ سويسرية، حتى أن الكثير من زوار البلدة، يطلقون عليها لقب “هولندا المغرب”، في إشارة إلى الشبه الكبير الذي بين المروج المعشوشبة، التي ترعى فيها الأبقار، وبين الأراضي المنخفضة الأوروبية.

يمنح النهر الذي يخترق البلدة الصغيرة، وغابات الأرز المجاورة، منظراً مميزاً للمكان، يأمل السكان في أن تستغله السلطات المحيلة، والجهات الوصية على القطاع السياحي وطنيا، من أجل تأهيله وجعله قبلةً تجذب عشّاق الغابات والسياحة الجبلية، لاسيما وأن المنطقة قريبةُ من “تدغين”، أعلى قمم جبال الريف، وأيضا، جبل “دهدوه”، ذائع الصيت في إقليم الحسيمة.

وبين أشجار الأرز الشاهقة، تقع منطقة تسمى بـ”بيبينيا”، كانت تضم في الماضي مشتلاً لأشجار الأرز والصنوبر، لكنه اختفى مع مرور السنوات، وسط مطالب من الساكنة وفعاليات المجتمع المدني، بتأهيل المنطقة، والعودة إلى استئناف أشغال القرية السياحية التي كانت قد انطلقت منذ 20 سنةً، غير أنها توقفت بعد إنجاز حوالي 50 في المائة منها.

وتشكو فعاليات المجتمع المدني من استمرار ظاهرة قطع أشجار الأرز بطريقة من طرف الفلاحين، وعدد من تجار المخدرات الكبار، الذين يسعون عبر هذه الممارسات، إلى الحصول على مساحات زراعية إضافية بغيةَ استثمارها في إنتاج الكيف، الأمر الذي يتسبب في تقليص مساحة الغابات والإضرار بمؤهلات المنطقة الطبيعية.

وتمثل البلدة، نقطة انطلاقٍ مهمة صوب جبل تيدغين، مروراً بقرية أزيلاَ، وصعوداً عبر الوادي، لمن يرغب في رؤية الشلالات، أو عبر الطريق الجبلية لمن يسعى للاستمتاع بجمال الغابات التي تستقطب السياح، بالرغم من الإهمال الذي يطالها، بسبب غياب أي تأهيل من طرف الجهات الوصية، وسط تعالي الأصوات المطالبة بالالتفات إلى المنطقة.

وكما سبقت الإشارة، فبالإضافة إلى جبل تيدغين، الشهيرة، هناك جبل آخر، معروف على مستوى الإقليم، غير أن الكثير من المغاربة لا يعلمون عنه أي شيء، وهو جبل دهدوه، ويسمى بالأمازيغية الصنهاجية، “ثيمشط”، أي المشط، نسبةً إلى أشجار الأزر الكثيفة التي يضمها، والمنتظمة تماماً مثل أسنان المشط، وهو مكان مميز، خاصة في فصلي الربيع أو الشتاء، وصعوده أهون بكثير من تسلق تدغين.

Share
  • Link copied
المقال التالي