Share
  • Link copied

إدارة الأزمة الصحية إعلاميا في المغرب بين الوظيفة والتحديات

أحدثت التحولات التي يعيشها العالم إبان الأزمة الصحية تطورات عديدة في مجال الصحافة والإعلام، وبالتالي أثرت على العملية الإعلامية في جوانب الإرشاد والتوجيه وهو ما أوقع أثره بالنتيجة على وظائف الإعلام التقليدية.

وبالرغم من أننا نعيش مرحلة إعلام جديد يعتمد على الوسائل الفردية للحصول على المعلومة والخبر باستعمال الإنترنت والهواتف الذكية، الشيء الذي جعلها مؤثرة في جميع المجتمعات، إلا أن للإعلام التقليدي وظائف مهمة وأساسية لا يمكن المحيد عنها، خاصة إبان الأزمات كما لاحظنا في الآونة الأخيرة. حيث عملت وسائل الإعلام على المساهمة في إدارة الأزمة عبر تأدية الوظائف المنوطة بها، مع محاولة التكيف مع الوسائل الإعلامية الجديدة ومحاربة ما نتج عنها من إشاعة وتضليل وانتشار للأخبار الزائفة.

وتقديرا للدور الفعال الذي لعبه الإعلام إبان الأزمة كان لزاما تسليط الضوء على إدارة الأزمة إعلاميا والتحديات التي واجهت الإعلاميين أثناء تأدية واجبهم المهني.

إن تغطية أزمة فيروس كورونا إعلاميا من طرف وسائل الإعلام المغربية كان أمرا مستحدثا. لذلك فإن الإشكال: هل فعلا تمكن الإعلام المغربي من تأدية الدور المنوط به في ظل التحديات التي تعيق العمل الصحفي أثناء الأزمة الصحية الحالية؟

يقال عن الصحافة بأنها السلطة الرابعة لأنها رافقت الإنسان منذ نشأته وجعلت من التقصي حول الحقيقة هدفا. وتعود نشأة هذا المصطلح إلى بداية بزوغ فجر الأنظمة الديمقراطيّة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما قال المفكّر البريطاني “أدموند بروك” في إحدى جلسات مجلس البرلمان البريطاني: “هناك ثلاث سلطاتٍ تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهمّ منكم جميعاً”. هذه السلطة التي يحظى بها الإعلام هي سلطة افتراضية لكنها قوية لأنها قادرة على تحوير الرأي العام والتأثير في الناس عبر ما تبثه عبر مختلف وسائلها.

إن وظيفة الصحفيين والإعلاميين أساسها الإخبار والإعلام بمعطيات جديدة وأخرى مستجدة في مجالات مختلفة. لكن الإخبار ليس المهمة الوحيدة المنوطة بالإعلامي، بل يتجاوز الأمر ذلك إلى تفسير بعض الأحداث والوقائع وكذلك إلى الإقناع كما يقول الدكتور محمود سفر بأن الدور المنوط بالإعلامي هو ” نشر الحقائق والمعلومات الدقيقة الصادقة بهدف التقرير والإقناع”.

لا تقتصر الصحافة على نشر الأخبار والأحداث وإنما بشرح هذه الوقائع، لأن بعضها يحتاج من المتلقي أن يكون على علم بالخلفية التاريخية أو الصيرورة التاريخية لبعض الأحداث كبعض الملفات السياسية والدولية مثلا أو بعض الأحداث التاريخية ويتمثل ذلك في مختلف الأشكال الصحفية التي توظفها المنابر الإعلامية لهذا الهدف مثل : التحليلات الإخبارية والمقالات الافتتاحية والأعمدة الصحفية وغيرها.

وحرصا من المنابر الإعلامية على التنوع في المحتوى الذي تقدمه وكذلك مراعاة للأذواق المختلفة، لهذا فبالإضافة إلى الأخبار والبرامج التحليلية، هناك برامج أخرى ترفيهية، ويتعلق الأمر بالرامج التي تبث للأطفال كالمسابقات مثلا. وكذلك البرامج التي يستضيف فيها الإعلاميين فنانين في مجالات مختلفة، ثم عروض الكوميديا أيضا، وهذا لا يقتصر فقط على المنابر الإعلامية المرئية وإنما الورقية منها عن طريق الرسوم الكاريكاتورية الساخرة.

مما لا شك فيه أنه لا يمكن حصر وظائف الصحافة في هذه الوظائف الثلاث السالفة الذكر، لأن الصحافة أيضا تلعب دور المؤرخ في زمننا الحالي وذلك من خلال أرشفة العديد من الأحداث وملفاتها وتطوراتها الدقيقة. وهذه الوظائف تشكل العوامل التي تؤدي إلى تكوين الرأي العام لأن وسائل الإعلام تهتم أكثر من سواها بإثارة النقاش حول ما يهم المواطنين من المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

Share
  • Link copied
المقال التالي