تختلف رؤية المغاربة وتقييمهم للحكومة الحالية، بين من يراها حكومة كفاءات وبين من يعتبرها مجرد تجمع سياسي هدفه الجمع بين السلطة والمال، وبينهما آلاف من الآراء والمواقف، المنقسمة بين عبارات مدح وسهام انتقاد.
وإن المشترك الوحيد بين كل هؤلاء، هو أن إجماعا يتحقق بينهم، على أن الحكومة الحالية، برئاسة عزيز أخنوش، يعتريها ضعف وسوء شديدان في تواصلها مع المواطنين، ولولا خرجات ناطقها الرسمي مصطفى بايتاس، بين الحين الآخر، لكان معدل تواصلها حينها منعدما.
وقد زكى هذا الطرح عدد من الأكاديميين والسياسيين، ففي ندوة نظمتها “جريدة بناصا” قبل أيام، حول مرور 100 يوم على تنصيب الحكومة، أكد ضيوفها الجامعيون ضعف سياستها التواصلية، واعتبروا أن أول ما يُنتقد بعد مرور مدة التنصيب هذه، “سوء التواصل”.
عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، كان واحدا من المشاركين، وتساءل بالقول ”أين هو رئيس الحكومة؟ رئيس الحكومة غير موجود، المواطنون يعرفونه عن طريق التواصل”.
عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أبرز في مداخلته بالندوة نفسها، أن صمت الحكومة يؤثر على طبيعة الخطاب السياسي والقضايا التي يتم التداول فيها، ليُتابع بالقول “إن المؤشرات الأولى تظهر أن الحكومة خرجت من انتخابات حجم وعودها كبير جدا، وبعدها يأتي صمت كبير أيضاً، وهذا يثير الكثير من التساؤلات”.
“أين الحكومة” هكذا تساءل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بموقع الحزب الرسمي على الإنترنت، ليُجيب بعدها مباشرة بالقول ” إنها حكومة ذات حضور سياسي باهت، وتواصل سياسي ناقص”.. “يجب على الحكومة أن ترجع للبرلمان وتحيي النقاش العمومي”.
والكثير الكثير من الانتقادات على الطريقة التي تتواصل بها الحكومة الحالية مع المغاربة، خاصة في عدد من القرارات الحاسمة والمؤثرة التي سبق واتخذتها، من دون أن تكلف نفسها أدنى مشقة في الخروج للتوضيح والتبرير.
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال ما عاينه منبر بناصا، لم يجد عدد منهم مبررا لهذا الضعف سوى أن الاستحقاقات الانتخابية قد انتهت، وأن ما كانت تطمح له الأحزاب الثلاثة قد حصلت عليه، “فعلام إذن”؟
فئة أخرى منهم، قارنت بين شكل تواصل رئيس الحكومة عزيز أخنوش قبل توليه المنصب وبعده، وأعادت التذكير بالحملة التواصلية المُشتعلة وغير المسبوقة التي قام بها رئيس “الحمامة” زمن الانتخابات، في مقابل صمت ” مُطبق وغير مسبوق” أيضا الآن.
تعقيب ساخر على الأمر، كتب فيه أحد المغاربة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” “الكل يتحدث ويتساءل أين أخنوش؟ أين أخنوش؟، الجواب بسيط: الرصيد الذي قام بتعبئته أنهاه كاملا في حملته الانتخابية، ولم يتبق له الآن إلا خدمة الرسائل النصية “البلاغات”، ولكم عودة معه، في الاستحقاق الانتخابي القادم”.
تعليقات الزوار ( 0 )