Share
  • Link copied

أولياءُ التلاميذِ بالمغربِ بينَ إيجابياتِ “التعليم الحضوريِّ” ومخاوفِ “كورونَا”

قررت وزارة التربية الوطنية، التي يرأسها سعيد أمزازي، المزاوجة بين التعليمين عن بعد والحضوري، خلال الموسم الدراسي الجديد، الذي ينطلق في الـ 7 من شهر شتنبر المقبل، حيث منحت صلاحية الاختيار للآباء وأولياء الأمور، من أجل تحديد الصيغة الأنسب لأبنائهم.

وكانت الوزارة قد اعتمد صيغة التعليم عن بعد، خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، بداية من منتصف مارس، بعد تفشي فيروس كورونا، غير أن الأمر لم يكن حسب كثيرين، ناجعاً، خاصة أن من تابعوه لا يتجاوزون الـ 30 في المائة، بالأخص في المستوى الابتدائي، الأمر الذي جعل العديد من العائلات تفضل التعليم الحضوري.

وعانى الكثير من التلاميذ خلال الفترة التي اعتمدت فيها الوزارة علىالتعليم عن بعد، خاصة الفئات الهشة، التي لا تملك الإنترنت في منازلها ولا تستطيع الاستمرار في تعبئة الرصيد، وتلك القاطنة في المناطق النائية بالقرى والبوادي بالمغرب، وهناك العديد من المتمدرسين من داخل المدن، الذين لم يتابعوا الدراسة بسبب تهاون بعض الأساتذة.

هذا، وحذر العديد من أخصائيي الطب النفسي، من عواقب استمرار التعليم عن بعد، على الصحة النفسية للأطفال، باعتبار أن غياب نسج الروابط الاجتماعي والتواصل الاجتماعي الواقعي، من شأنه أن يؤثر سلبا على تكوين شخصية التلميذ، خاصة بالنسبة لمن يعانون من الانطواء، ما جعل العديد من آباء وأولياء التلاميذ، يقفون بين نارين.

وترغب العديد من الأسر في اختيار صيغة التعليم الحضوري، غير أن مخاوفها من تعرض أطفالها للإصابة بفيروس كورونا المستجد، يجعلها تتردد، رغم كل التوصيات التي أطلقتها العديد من الجمعيات الطبية بالمغرب، إلا أن أولياء الأمور، لا يرغبون في المغامرة، ويختارون بين صيغتين أحلاهما مرّ.

واعتبرت ثلاث جمعيات مختصة في طب الأطفال، بأن التعليم الحضوري، يخلق توازنا لدى الصغار، وهو مطلوب خلال الموسم الدراسي الجديد، مع ضرورة احترام الإجراءات الوقائية، مشيرةً إلى أن الطفل في حاجة لنسج الروابط الاجتماعية التي يقوم بتطويرها مع أقرانه بالمؤسسات.

وأوضحت كل من الجمعية المغربية للعلوم الطبية والجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية للطب النفسي عند الأطفال، بأن قرار اختيار صيغة التدريس الذي أعلنت عنه الوزارة ومنحت صلاحيته للأسر، لابد من أن يراعي مصالح الأطفال ولا يكون على حسابهم.

وأكدت الجمعيات الثلاثة، بأن التدريس الحضوري لا يشكل خطرا كبيرا على صحة الأطفال، في حاتلة توفرت الشروط الوقائية المعمول بها في هذه الظرفية الاستثنائية، مشيرةً إلى أن الدراسات العالمية المتوفرة، تقلل بشكل كبير من احتمال نقل الأطفال الأقل من 14 سنة لفيروس كورونا.

ومن جانبها أيضا، قالت الـ “يونسيف”، إن ثلث الطلاب على المستوى العالمي، والبالغ عددهم 463 مليون، لم يتمكنوا من الاستفادة من التعليم عن بعد، الذي أقرته العديد من الدول بسبب تفشي فيروس كورونا، ومن ضمنها المغرب، موصيةً بضرورة إعادة فتح المدارس لتعويضه ما فقد خلال الفترة الماضية.

وبالرغم من كل هذه التحذيرات من استمرار التعليم عن بعد، إلا أن مجموعة من أولياء الأمور، أكدوا في تصريحات لجريدة “بناصا”، بأنهم سيختارون التعليم عن بعد لفائدة أطفالهم، “مكرهين، نظرا للوضع الوبائي الذي وصل لأرقام قياسية ولم يسبق أن شهدها المغرب منذ دخول الفيروس”.

Share
  • Link copied
المقال التالي