تستعد غالبية الدول الأوروبية لبدء أسبوع حاسم يتواصل خلاله رفع تدابير الحجر الصحي المفروضة لاحتواء فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف حول العالم. إيطاليا، ثاني دولة الأكثر تضررا في العالم، تبدأ الأسبوع المقبل حملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص مع بدء التخفيف من إجراءات الوقاية الصحية. أما في إسبانيا، فسيسمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع اعتباراً من الأحد. فيما سيكشف رئيس الوزراء الفرنسي الثلاثاء عن خطة وطنية للخروج من الحجر الصحي المفروض في البلاد منذ 17 مارس.
أودى وباء فيروس كورونا بحياة أكثر من مئتي ألف شخص في العالم، نحو تسعين في المئة منهم في أوروبا والولايات المتحدة منذ بدء انتشاره في ديسمبر، فيما يتواصل البحث في مختلف بلدان العالم عن لقاح أو دواء ناجع له.
وأسبوع حاسم ينتظر أوروبا يتواصل خلاله رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء انتشار وباء فيروس كورونا، فيما أبدت منظمة الصحة العالمية تحفظات حيال فكرة إصدار “جوازات مرور مناعية” عرضتها بعض الدول لمواكبة رفع إجراءات العزل.
ومع أكثر من 53 ألف وفاة، تشكل الولايات المتحدة البلد الذي حصد الوباء فيه أكبر عدد من الأرواح، وتليه إيطاليا مع 26384 وفاة، وإسبانيا مع 22902 وفاة، ثم فرنسا مع 22614 وفاة، فالمملكة المتحدة مع 20319 وفاة، مع استعداد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بالمرض، للعودة إلى العمل الاثنين.
السماح للأطفال بالخروج من منازلهم
وفي إسبانيا، ثالث دولة الأكثر تضررا في العالم، سيُسمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع. وتخضع البلاد منذ 14 مارس لإجراءات عزل مشددة مددت حتى 9 مايو وكانت تحظر حتى الآن الخروج على من هم دون الـ14 عاما حتى لو كانوا برفقة أهاليهم.
ويقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، يرجح تنفيذها في النصف الثاني من مايو.
ويكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه أمام البرلمان “الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل”، الذي يفترض أن يبدأ في 11 مايو.
حملة اختبارات على 150 ألف شخص في إيطاليا
وعلى ضوء رفع القيود، تبدأ بعض الدول، ولا سيما إيطاليا، حملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص على المستوى الوطني في محاولة لمعرفة المزيد حول هذا الوباء.
لكن منظمة الصحة العالمية بددت السبت آمال الذين كانوا يراهنون على مناعة محتملة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس وتعافوا، باعتبار أنها مقدمة لاستعادة النشاط الاقتصادي، عبر إصدار “جوازات مرور مناعية”.
وحذرت منظمة الصحة من أنه “ليس هناك حاليا أي إثبات على أن الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة باتت لديهم مناعة تقيهم الإصابة به مرة ثانية”.
وأوضحت أنه لا توجد “عناصر كافية” لتقييم مدى موثوقية “جوازات المرور المناعية” و”استخدام تلك الشهادات قد يزيد من خطر انتقال العدوى”، إذ قد يعتقد الأشخاص “أنهم محصنون” ويتجاهلون التدابير الصحية.
خطة وطنية فرنسية للخروج من الحجر
سيعرف الفرنسيون الثلاثاء الاستراتيجية الوطنية التي أعدتها الحكومة لبدء الخروج التدريجي من الحجر الصحي المنزلي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا، ومن المرتقب أن يعرض رئيس الوزراء إدوار فيليب الخطوط العريضة للخطة.
وتم تحديد سبع عشرة أولوية لإخراج البلاد تدريجيا من حالة الإغلاق، اعتبارا من 11 مايو، وتشمل إعادة فتح المدارس، واستئناف عمل الشركات، وعودة حركة وسائل النقل العام إلى طبيعتها، وتوفير كمامات ومعقمات، ودعم كبار السن.
وسيتم الثلاثاء الكشف عن تطبيق إلكتروني لتعقب أثر الأشخاص الذين خالطوا مصابين بالفيروس.
وتخضع فرنسا منذ 17 مارس لقيود العزل المنزلي على خلفية تفشي الفيروس، وتواجه الحكومة تحدي تحقيق توازن دقيق لإنعاش الاقتصاد من دون التسبب في عودة الوباء.
“مظاهرات“
ولا يزال نصف البشرية قيد العزل المنزلي، مع ظهور معارضة، ولو أقليّة، في بعض الدول لهذه الإجراءات.
فقد تم السبت في برلين توقيف نحو مئة شخص لمخالفتهم تدابير التباعد الاجتماعي، على هامش مظاهرة مناهضة للتدابير الوقائية شارك فيها نحو ألف شخص.
وفي كندا، انتقد رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو داغ فورد متظاهرين نددوا بتدابير العزل وتوقف العجلة الاقتصادية، قائلا إن هناك مجموعة من الأشخاص “يحتجون ويخرقون القانون ويعرضون الجميع للخطر، بما في ذلك أنفسهم”.
تعليقات الزوار ( 0 )